أكد تقرير عبري، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيستغل اغتيال يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ليبرر نهجه في منطقة رفح الفلسطينية خاصة وأنه تم اغتيال السنوار في هذه البقعة.
نتنياهو يواصل تدمير رفح ويستغل اغتيال السنوار
وبحسب تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، سبق وقال مسؤولون أمريكيون مارس الماضي إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيفكر في الحد من المساعدات العسكرية المستقبلية لإسرائيل إذا مضى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قدما في هجوم ضد حماس في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأوضح التقرير أن الأمر تكرر مجددا فقبل أيام، قال بايدن في مقابلة إن مثل هذه الخطوة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح ستكون "خطا أحمر"، كذلك قالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في ذلك الوقت إنها "درست الخرائط" وأن العملية في رفح غير قابلة للتطبيق، في حين حذرت من العواقب المحتملة.
وأوضحت الصحيفة العبرية أنه لم تكن الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي استخدمت لغة قاسية بشكل غير عادي في التحذير من خطوة دخول رفح، فقد قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الهجوم الإسرائيلي على رفح لن يؤدي إلا إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة وسيكون نقطة تحول في هذا الصراع كما أصدرت المملكة المتحدة والأردن ومصر أوامر صارمة في هذا الشأن.
وتابع التقرير: "في واقع الأمر، كان زعماء العالم يعربون عن ذعرهم الشديد إزاء الحملة المخطط لها، والتي أصرت إسرائيل على أنها ضرورية من أجل استكمال تفكيك حماس. وحذروا من العواقب الكارثية التي قد تترتب على السكان المدنيين في المدينة، التي أصبحت ملجأً لكثير من سكان القطاع وسط الحرب؛ وقالوا إن الإخلاء السليم للمدينة سوف يتطلب شهورًا وهو أمر غير قابل للتطبيق؛ وتوقعوا حصيلة وفيات كارثية من شأنها أن تهدد كل ما حدث من قبل".
وأكد التقرير أن الضغط العالمي المكثف أدى إلى أشهر من التأخير في رفح، ولكن هجوم رفح استمر في نهاية المطاف ففي مايو الماضي على الرغم من ذلك، نجحت إسرائيل في إخلاء السكان المدنيين قبل توغلها في المدينة في غضون أيام وعلى مدى أربعة أشهر، نجح جيش الاحتلال الإسرائيلي في تفكيك لواء رفح التابع لحماس بشكل منهجي.
وأضاف التقرير: "بلغت الجهود في رفح ذروتها هذا الأسبوع عندما قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هناك هدف إسرائيل الأول في غزة، زعيم حماس يحيى السنوار، بعد عام من الحرب والآن، بعد أشهر قليلة من تحذيراتهم وتهديداتهم، يحتفل حلفاء إسرائيل بوفاة السنوار، في حين يروجون بحماس للفرصة التي يمثلها إزالته من الصورة".
نتنياهو يستغل اغتيال السنوار لدعم موقفه في حرب غزة
وقد اتضح ذلك في بيان البيت الأبيض بعد وفاة السنوار، فقد قال بايدن إن "هناك الآن فرصة لـ"اليوم التالي" في غزة بدون حماس في السلطة، ولتسوية سياسية توفر مستقبلًا أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
بينما كان مستشار نتنياهو الأعلى أوفير فالك أكثر صراحة، حينما قال إن رئيس الوزراء "تغلب على الضغوط الدولية والمحلية ودفع عملية رفح إلى الأمام" بحسب التقرير.
واعتبر التقرير أن اختلاف القادة الإسرائيليين حول الفضل في عملية رفح ووصولها إلى ذروتها في القضاء على السنوار، في حين يوجهون اللوم إلى المنافسين عن التأخير، يؤكد مدى نجاحها ومع ذلك، لا يزال على نتنياهو أن يُظهِر أنه لديه إجابات على الأسئلة الصعبة فلم تؤد النجاحات التكتيكية المتكررة في غزة إلى تحرير المحتجزين المائة وواحد المتبقين المحتجزين هناك، ولا تزال حماس في وضع يسمح لها باستعادة القطاع إذا انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه، يُظهِر حزب الله بعض علامات التعافي في الشمال، مع استمرار توسع عملية جيش الاحتلال الإسرائيلي هناك.
وأوضح التقرير أنه في الوقت الحالي ومع وجود ائتلاف أكثر استقرارًا وقائمة متقلصة من الأهداف الرئيسية التي يتعين القضاء عليها، يبدو أن نتنياهو يشعر بأنه مبرر تمامًا في نهجه تجاه الحرب ويبدو أن مقتل السنوار يشكل دليلا إضافيا قويا يمكن لنتنياهو والجيش الإسرائيلي تسليط الضوء عليه لتبرير قرار الدخول إلى رفح في مواجهة معارضة هائلة، ومن المؤكد أن رئيس الوزراء سيستمر في استخدامه للقول إنه يعرف في الواقع ما يفعله.