شهدت قاعة المؤتمرات بالقرية الأولمبية بمحافظة الإسماعيلية انطلاق أولى الندوات العلمية المتخصصة ضمن فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية، الذي يُقام تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ومحافظ الإسماعيلية اللواء أكرم جلال، وتنظمه وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع عدة جهات وطنية منها هيئة قناة السويس ووزارة الشباب والرياضة وهيئة تنشيط السياحة.
الفنون الشعبية.. روح الوطن ومصدر الإلهام
جاءت الندوة الأولى بعنوان "الفنون الشعبية والهوية الثقافية" وأدارها الشاعر الدكتور مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، بمشاركة الدكتورة سمر سعيد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية، والدكتور حمدي سليمان أستاذ علم الاجتماع بجامعة العريش.
أكد شومان أن مصر تمتلك ثراءً تراثيًا لا مثيل له، وأن الفنون الشعبية تمثل مرآة للهوية الوطنية وجزءًا لا يتجزأ من الشخصية المصرية، داعيًا إلى الحفاظ على هذا الموروث عبر التوثيق والدراسة، وتحويل العروض إلى فعاليات جماهيرية مفتوحة تحيي التراث في وجدان الناس، مقترحًا إنشاء بنك معلومات شامل يوثق تاريخ الفرق وآلاتها وأزيائها.
التكنولوجيا والتراث.. تكامل لا تناقض
من جانبها، شددت الدكتورة سمر سعيد على أن الهوية الثقافية مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمؤسسات، مؤكدة أن العولمة ليست خطرًا بل تحديًا يتطلب وعيًا راسخًا بالجذور.
وأوضحت أن التوثيق الرقمي أصبح ضرورة لحماية الذاكرة الشعبية، مشيرة إلى أهمية أن تمتلك كل فرقة فنية حضورًا رقميًا يوثق أعمالها وإنجازاتها، لأن الغياب عن الفضاء الإلكتروني يعني الغياب عن الذاكرة الثقافية الحديثة.
تحديات الفنون الشعبية ودعم الهوية الوطنية
بدوره، أشاد الدكتور حمدي سليمان بجهود الهيئة العامة لقصور الثقافة في عقد الندوات العلمية المتخصصة في مهرجان الإسماعيلية، معتبرًا أن مثل هذه اللقاءات تخلق حوارًا فكريًا مثمرًا يسهم في تطوير أداء الفرق الفنية.
وأشار إلى أبرز التحديات التي تواجه هذه الفنون من ضعف التمويل إلى تراجع مشاركة المرأة، داعيًا إلى دعم الفنون الشعبية ماديًا ومعنويًا باعتبارها حارسًا للهوية الوطنية وروح الانتماء.
تكريم رواد الفنون الشعبية وإشعال الحماس الفني
اختُتمت الندوة في مهرجان الإسماعيلية بعروض فنية لفرق الوادي الجديد، حلايب، والتنورة التراثية التي أبهرت الحضور، إلى جانب مداخلات فنية ثرية طالبت بتكثيف التدريب والعودة إلى العزف الحي. كما تم تكريم اسم الراحل الدكتور شمس الدين الحجاجي والفنانين نادر عبده إسكندر ومحمد المصري بدرع الهيئة وشهادات تقدير.

















0 تعليق