قال عدد من مسئولى ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى إن إطلاق اسم كوكب الشرق أم كلثوم على فعاليات الدورة السابعة من الملتقى جاء احتفاءً بمرور ٥٠ عامًا على رحيلها، ومن تراثها استوحت الدورة شعارها «المَغْنى حياة الروح»، مشيرين إلى أن العروض المشاركة فى الملتقى غير مقيدة بشخصية أم كلثوم، لأنه مساحة حرة للإبداع الشبابى والجامعى.
ولفت مسئولو الملتقى، الذى افتتحت فعالياته- السبت الماضى- بالمتحف القومى للحضارة المصرية، وتستمر حتى ٣١ أكتوبر الجارى، إلى أن الدورة الحالية تشهد استمرار عدد من المسابقات الرئيسية، ومن بينها مسابقة «نجم الجامعة»، مع إطلاق مسابقات جديدة، منها «صوّر.. أبدع.. شارك»، لتوثيق الكواليس، بالإضافة إلى عقد العديد من الورش فى مجالات مختلفة، لصقل المواهب الشابة من مختلف أنحاء الوطن العربى.
إطلاق «صوّر.. أبدع» لتوثيق الكواليس.. والعروض غير مقيدة بشخصية «أم كلثوم»
قال المخرج عمرو قابيل، مؤسس ورئيس ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى، إن إطلاق اسم «أم كلثوم» على الدورة السابعة من الملتقى جاء احتفاءً بمرور خمسين عامًا على رحيل كوكب الشرق، باعتبارها رمزًا وطنيًا وإنسانيًا تجاوزت بفنها حدود الزمان والمكان.
وأكد «قابيل» أن «أم كلثوم» ليست مجرد مطربة عظيمة، بل أيقونة أثّرت فى الوجدان العربى والعالمى، مشيرًا إلى أن الدول المتحضرة تحتفى دومًا بعظمائها الذين تركوا بصمة خالدة فى تاريخها، مشيرًا إلى أن ردود الأفعال من الدول العربية والأوروبية جاءت مرحبة بالاختيار، إذ عبّر كثير من الضيوف عن شغفهم بعيش أجواء أم كلثوم خلال فعاليات الملتقى، وهو ما يعكسه شعار الدورة، «المَغْنى حياة الروح».
وقال: «حضور أم كلثوم تجلى منذ حفل الافتتاح عبر فيلم وثائقى عنها وفقرة موسيقية قدمها كورال جامعة الفيوم، ثم زيارة متحف أم كلثوم بقصر المانسترلى، وفى ختام الملتقى، المخطط أن يكون بمشاركة فرقة (طيور دجلة) الأوروبية من أصل عربى، وبالتعاون مع فرقة (تراث)، التابعة للمركز القومى للمسرح، فى أول تعاون رسمى من نوعه».
ونوه «قابيل» إلى أن العروض المسرحية المشاركة لا تتقيّد بشخصية الدورة، لأن الملتقى مساحة حرة للإبداع الجامعى والمسرح المستقل، موضحًا أن ما يميز الملتقى منذ تأسيسه هو التنظيم الدقيق وتعدد الفعاليات، حيث تُقام الورش والندوات والمسابقات من التاسعة صباحًا وحتى الحادية عشرة مساءً.
ونوه إلى أن مسابقة «النقد التطبيقى» تعد تجربة فريدة فى الوطن العربى، لأنها تُدار من خلال ورش لطلاب النقد والدراما، وتشرف على تطبيقها لجان أكاديمية متخصصة، مشيرًا إلى استمرار مسابقة «نجم الجامعة» للعام الثالث على التوالى، وإطلاق مسابقة جديدة بعنوان «صوّر.. أبدع.. شارك»، لتوثيق كواليس الملتقى عبر فيديوهات قصيرة يشارك فيها الطلاب من مختلف الدول، فى تجربة شبابية معاصرة تعكس روح التواصل والإبداع.
وأكد «قابيل» اعتزازه بفريق العمل، الذى استمر منه أكثر من ٩٠٪ منذ الدورة الأولى، معتبرًا ذلك دليلًا على احترافية الملتقى واستقراره المؤسسى.
وحول فرص الشباب، قال: «الملتقى يمنح طلاب الجامعات فرصًا حقيقية للظهور والتعبير عن مواهبهم، كما تضم لجنة تحكيم (نجم الجامعة) نُخبة من الفنانين، بينهم: مدحت العدل وحسام داغر والدكتور مازن دراز، الذى يقدم ورشة فى الغناء المسرحى».
أما عن المشاركات الدولية، فقال: «تشهد الدورة عروضًا من سويسرا ورومانيا، ومشاركة أولى لكل من الجزائر والعراق وسلطنة عمان، إلى جانب كولومبيا وتونس والأردن، إضافة إلى حضور واسع من المثقفين والفنانين العرب والأجانب».
واختتم «قابيل» حديثه بالقول: «إن الملتقى يوجّه رسالة واضحة بأن الشباب المصرى قادر على تنظيم فعاليات فنية دولية كبرى رغم التحديات المادية وارتفاع التكاليف، لأن الهدف هو الحفاظ على صورة مشرفة لمصر، كأول ملتقى دولى للمسرح الجامعى فى الوطن العربى».
ورش متنوعة لصقل المواهب وتواصل لا ينتهى بانتهاء الفعاليات
كشفت الدكتورة سمر سعيد، الأمين العام للملتقى وعميد المعهد العالى للفنون الشعبية، عن أن الملتقى يستضيف عددًا كبيرًا من الورش الفنية المتنوعة، ومن بينها ورش: خيال الظل، والتأليف المسرحى، وصناعة العرائس، والغناء المسرحى، والرقص، والإخراج، والارتجال، موضحة أن اختيار هذه الورش جاء لخدمة أهداف الملتقى، وفى مقدمتها دعم الشباب وصقل مهاراتهم فى العملية الفنية الخاصة بالمسرح داخل الجامعة.
وأضافت: «الشباب فى بداية طريقهم الفنى يحتاجون إلى مجموعة من الخبرات التى تؤهلهم لدخول سوق العمل، وبعضهم يعتبر النشاط المسرحى داخل الجامعة هواية، ومن هنا يأتى دور الملتقى فى تقديم ورش متنوعة لصقل مهاراتهم فى مختلف عناصر العملية الفنية».
وعن آلية اختيار العروض المشاركة، قالت: «باب التقدم للمشاركة فى عروض المهرجان افتتح من خلال استمارة إلكترونية مخصصة لذلك منذ شهر يوليو الماضى، واستقبلنا روابط العروض وبدأت لجنة المشاهدة عملها بجدية كبيرة لاختيار الأعمال المتميزة، لقبولها ضمن المسابقة الرسمية».
وأشارت إلى أن جميع الأنشطة المقدمة داخل الملتقى تسهم بشكل كبير فى بناء جسر للتواصل بين الطلاب، حتى وإن لم يكونوا دارسين أكاديميين، لافتة إلى أن الأنشطة الطلابية كانت وما زالت بيئة خصبة لاكتشاف المبدعين فى مجالات متعددة، مثل: التمثيل والإخراج.
وتابعت: «تخرج من مسرح الجامعة العديد من الفنانين البارزين الذين بدأوا مشوارهم من هذه الأنشطة، وهناك تواصل مستمر مع الفِرَق والضيوف المشاركين فى الدورات السابقة، مع إعداد تقارير مصوّرة حول انطباعاتهم عن الملتقى، وتُنظم لقاءات وورش على مدار العام تسهم فى تعزيز الوعى بأهمية المسرح والفنون».
وأكدت أن كل دورة من الملتقى تخرج بأفكار جديدة ومبادرات مبتكرة، إلى جانب بروتوكولات تعاون مع مؤسسات وهيئات عربية ودولية، بما يعزز من تأثير الملتقى ودوره فى تنمية الحراك المسرحى الجامعى.
تكريم مبدعين استوحوا أعمالهم من «الست»
أكدت الدكتورة غادة جبارة، رئيس أكاديمية الفنون عضو اللجنة العليا لملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى، أنها تلمس فى الملتقى جدية كبيرة من القائمين عليه، من الذين يمتلكون وعيًا وخبرة بما يقدمونه، معتبرة أن استمرارهم فى إقامة دورات متتالية يعد نجاحًا حقيقيًا، خاصة أن كل دورة تقدم جديدًا يواكب ما يحدث فى العالم.
وأشارت إلى أن الدورة الحالية، التى تحمل اسم «أم كلثوم»، تتميز بفعاليات خاصة بكوكب الشرق، وتكريمات لمبدعين قدموا أعمالًا مستوحاة من تراثها، معربة عن سعادتها بهذا النشاط.
وقالت: «ما يقدمونه شىء مهم للغاية، فهو مهرجان نوعى يهتم بالمسرح الجامعى تحديدًا، وهو المسرح الذى أخرج لنا كثيرًا من المبدعين فى مختلف فروع الفن المسرحى».
وأضافت: «كان من المهم أن تضطلع أكاديمية الفنون بدورها فى رعاية مثل هذه المهرجانات التى تخدم المسرح، لكونها أقدم مؤسسة أكاديمية متخصصة فى تدريس الفنون بالمنطقة العربية، والمصدر الشرعى والرسمى لتخريج شباب المبدعين، وأشعر بسعادة كبيرة بهذه التجارب الجادة التى يقدمها المهرجان والقائمون عليه، والحراك المسرحى الملحوظ خلال هذه الفترة».
وأكدت أهمية رعاية الطاقات الشابة للطلاب الجامعيين ودعمها، لأنها تمثل نواة لمبدعين حقيقيين فى المستقبل، ضاربة المثل بمهرجان العروض القصيرة، لأن كثيرًا من الشباب الذين شاركوا فيه أصبحوا اليوم يعملون فى مسرح الدولة، ومنهم خريجو معهد الفنون الشعبية التابع للأكاديمية.
وتابعت: «عمومًا الموهبة لا تقتصر على خريجى المعهد العالى للفنون المسرحية فقط، بل هناك أماكن أخرى داخل الأكاديمية وخارجها ترعى وتدعم الشباب الموهوبين فى مختلف التخصصات».

















0 تعليق