خبير تربوي: التقييمات المستمرة فكرة تربوية رائعة.. لكنها تُرهق الطلاب وتحتاج إلى ترشيد

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي، أن نظام التقييمات المستمرة الذي تطبقه وزارة التربية والتعليم في المدارس يُعد خطوة إيجابية نحو تحقيق التعلم الفعّال، لكنه في صورته الحالية يحتاج إلى ضبط وترشيد حتى يؤدي هدفه التربوي الحقيقي دون أن يتحول إلى عبء على الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.

التقييمات المستمرة تساعد الطلاب على متابعة دروسهم أولًا بأول

وأوضح “شوقي” فى تصريحات أن التقييمات المستمرة تساعد الطلاب على متابعة دروسهم أولًا بأول، وتُشجع على الفهم العميق بدلًا من الحفظ المؤقت، كما تُقلل من القلق المفرط تجاه الامتحانات، وتُتيح للمعلم تشخيص صعوبات التعلم مبكرًا ومعالجتها بشكل فوري.

أبرز أسباب شكاوى الطلاب وأولياء الأمور

وأشار إلى أن أبرز أسباب شكاوى الطلاب وأولياء الأمور تتمثل في:

الإفراط في عدد التقييمات ما بين واجبات يومية، وأداءات صفية، ومهام أدائية، واختبارات شهرية ونهائية.

تكرار تقييم الطالب في نفس أجزاء المقرر بأشكال مختلفة.

ضياع وقت الحصة الدراسية في تنفيذ التقييمات على حساب الشرح.

صعوبة بعض الأسئلة مقارنة بمستوى الطالب المتوسط.

عدم منح فرصة للطالب للتعويض في حال الغياب لأسباب مرضية، مما يدفع بعض الأسر لإحضار أبنائهم رغم مرضهم خوفًا من فقدان الدرجات.

شعور بعض الأسر بأن التقييمات أصبحت وسيلة لإجبار الطلاب على الحضور اليومي، لا وسيلة لتصحيح مسار التعلم.

زيادة الضغط على الأسر في ظل صعوبة المناهج الجديدة، واضطرار البعض للاستعانة بالذكاء الاصطناعي أو بحل التقييمات بدلًا من الأبناء.

وأكد الدكتور تامر شوقي أن هذه الممارسات تُفقد التقييمات معناها الحقيقي كأداة تربوية، وتحوّلها إلى عبء نفسي وتعليمي على الأسرة والطالب والمعلم معًا، خصوصًا في الأسر التي لديها أكثر من طفل في مراحل تعليمية مختلفة.

مقترحات لتحسين التقييمات المستمرة

قدم الخبير التربوي عددًا من المقترحات لضبط آلية تنفيذ التقييمات بما يحقق أهدافها التربوية دون إرهاق الطلاب، أبرزها:

تقليل عدد التقييمات لتصبح نصف شهرية أو شهرية فقط إلى جانب الواجبات اليومية وبعض الأداءات الصفية.

تجنب تكرار التقييم في نفس أجزاء المقرر.

تنويع الأسئلة بين الموضوعية والمقالية، لتناسب مختلف القدرات.

مراعاة الوقت المخصص للحصة بحيث يكون الجزء الأكبر للشرح والتدريس.

السماح بأن تكون بعض التقييمات شفوية أو عملية وليس شرطًا أن تكون جميعها كتابية.

عدم إثقال كاهل المعلم بدرجات تفصيلية لا تعكس مستوى الأداء الحقيقي للطلاب.

فكرة التقييم المستمر تظل من أنجح أدوات تطوير التعليم

ويختتم الدكتور تامر شوقي حديثه مؤكدًا أن فكرة التقييم المستمر تظل من أنجح أدوات تطوير التعليم، لكن نجاحها مرهون بترشيد التطبيق وتدريب المعلمين على أدوات القياس المناسبة، وتحقيق التوازن بين التقييم والتعلم.
ويضيف: «نريد تقييمًا يوجّه الطالب نحو الفهم الحقيقي لا مجرد رصد درجات في دفاتر».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق