بتوقيع د.الباز.. صدور الترجمة الإنجليزية لكتاب "الله في مصر"

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلنت دار النشر العالمية "الكبريت" عن صدور الترجمة الإنجليزية لكتاب "الله في مصر" أحدث مؤلفات الأكاديمي والإعلامي د.محمد الباز، رئيس مجلس إدارة، رئيس تحرير “الدستور” وأستاذ الاتصال الجماهيري بجامعة القاهرة.

وصدرت النسخة العالمية بترجمة ملاك خالد، لتُطرح رسميًا في الأسواق الدولية تحت عنوان:"God in Egypt"، لتقدم إلى القارئ العالمي منظورًا جديدًا ومختلفًا حول الروح الدينية المصرية وكيفية تفاعل المصريين مع فكرة الإله.

ويتناول الكتاب، الذي يوصف بأنه عمل فكري وفلسفي عميق، الطبيعة الخاصة للإيمان في مصر، وكيف تَشكّل عبر قرون من التصوف الشعبي، والروحانية الممزوجة بالمحبة والتسامح.

ويرى د.الباز أن الفهم المصري للإلهي مختلف جوهريًا عن نظيره في الثقافات الأخرى، إذ يقوم على علاقة حميمية وغير عقائدية بين الإنسان وربه، تتجاوز التفسيرات الصارمة للنصوص والمذاهب الدينية.

ويشرح المؤلف أن هذه العلاقة المتسامحة والعميقة هي التي حصّنت المجتمع المصري عبر تاريخه ضد موجات التطرف الديني والإرهاب الفكري، وجعلت من الإيمان الشعبي درعًا ثقافيًا وروحيًا حافظ على تماسك البلاد في مواجهة العنف باسم الدين.

يؤكد الكتاب أن الروح الصوفية المتجذّرة في وجدان المصريين كانت ولا تزال العامل الحاسم في حماية الهوية الدينية لمصر من محاولات التوظيف السياسي للدين.

ويقول الباز إن المصريين بطبيعتهم يميلون إلى "إله الرحمة والمحبة"، لا "إله العقاب والانتقام"، وهو ما جعلهم يقاومون دون وعي كل فكر متشدد أو مغلق.

ويضيف أن هذه الفلسفة الإيمانية الأصيلة هزمت الإيمان الانتهازي والسياسي الذي تبنّته حركات مثل جماعة الإخوان المسلمين، إذ فشلت هذه الجماعات في احتكار معنى الإله أو فرض رؤيتها على المجتمع المصري.

ويستعرض الدكتور الباز في كتابه عبر تتبّع تاريخي واجتماعي دقيق، جذور الديانة الشعبية المصرية، وكيف تشكلت عبر مزيج من الموروث الديني والثقافي الممتد منذ الحضارة الفرعونية وحتى الإسلام المعاصر.

ويُبرز الكتاب صورة المصري الذي يشعر بوجود الله في تفاصيل حياته اليومية، في عمله، وبيته، وشوارعه دون الحاجة إلى وساطة رجال الدين أو سلطة المؤسسات.

ويصف هذا الوجدان الديني بأنه "إيمان إنساني فطري ومتجدد"، يوازن بين الخشوع والمحبة، وبين الحرية والمسؤولية، في علاقة حية ومباشرة مع الخالق.

يمثل "الله في مصر" أكثر من مجرد دراسة فكرية؛ إنه شهادة على الصلابة الروحية للحضارة المصرية، ودليل على قدرة الإيمان المتسامح على حماية المجتمعات من الانقسام والتطرف.

ويقدم الدكتور محمد الباز من خلاله عدسة جديدة لفهم كيف يمكن للإيمان العميق أن يكون أداة للتحرر الإنساني ومواجهة الخوف، عبر علاقة شخصية لا تتزعزع مع الله.

وبدأت دار النشر في توزيع الكتاب عالميًا، مع توفر نسخ إلكترونية ومطبوعة في كبرى المنصات الدولية، في خطوة تعكس الاهتمام العالمي المتزايد بفهم التجربة الدينية المصرية من منظور فكري وثقافي.

ويختتم الباز كتابه برسالة إنسانية مؤثرة: "الله في مصر ليس فكرة تُناقش، بل حضور يعيش في الناس، في طيبتهم وبساطتهم وإصرارهم على النجاة بالمحبة."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق