سفاح أطفال غزة.. نتنياهو يحطم الأرقام القياسية لـ"أشرار التاريخ"

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد إعلان وقف إطلاق النار ونهاية الحرب الدامية التي قادتها حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على غزة طوال عامين، ما زالت آثارها الكارثية حاضرة في كل زاوية من القطاع المنكوب، الذي سيحتاج إلى سنوات طوال حتى يتعافى من الدمار غير المسبوق الذي خلفته الحرب.

وخلفت سياسات نتنياهو العدوانية آلاف الضحايا من الأطفال، ودمرت المدارس والمستشفيات والمنازل على رءوس ساكنيها. ورغم توقف القصف، يعيش الناجون من أطفال غزة  اليوم بين الأنقاض، يعانون الجوع والمرض وفقدان ذويهم، في مشهد يؤكد أن الحرب انتهت عسكريًا لكنها مستمرة إنسانيًا.

ووفق تقارير صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمتي "يونيسف" و"أونروا"، تحولت غزة في عهد نتنياهو إلى واحدة من أكثر مناطق العالم مأساوية، بعدما تجاوز عدد الشهداء 68 ألف شهيد بينهم أكثر من 10 آلاف طفل، وارتفعت أعداد الأيتام والمصابين والمبتورين بشكل غير مسبوق في التاريخ الحديث.

أطفال بين الركام.. أكثر من 10 آلاف شهيد

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، استشهد ما لا يقل عن 14٫000 طفل في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، وهو رقم يفوق ضحايا الحروب مجتمعة خلال العقد الأخير في مناطق الصراع الأخرى.

ووفقًا لتقارير يونيسف، فإن ما يقرب من 40% من إجمالي الشهداء في غزة هم من الأطفال، بينما أُصيب عشرات الآلاف بجروح خطيرة، بينهم أكثر من 5٫000 طفل بترت أطرافهم نتيجة القصف العنيف.

وتشير المنظمة إلى أن آلاف الأطفال فقدوا آباءهم أو أمهاتهم، ليصبحوا أيتامًا بلا مأوى ولا علاج ولا مدارس.

وفي تقرير صادر اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025، أصدرت يونيسف تقريرًا وصفته بـ"التقييم الصادم" للوضع الإنساني في قطاع غزة، مؤكدة أن أكثر من مليون طفل يواجهون "أهوالًا يومية" في أخطر مكان في العالم على الأطفال.

ووفق بيانات يونيسف، فقد استشهد أو أُصيب أكثر من 64 ألف طفل منذ بداية الحرب بينهم 1000 رضيع، بينما فقد أكثر من 58 ألفًا أحد والديهم، في حين يعيش مليون طفل ظروفًا وُصفت بأنها "غير إنسانية" وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية.

وفي تقرير سابق صدر في 27 مايو 2025، قالت يونيسف إن معدل قتل الأطفال يوميًا خلال الحرب بلغ نحو 28 طفلًا في اليوم.

مجاعة ومرض.. وجسد الطفل أصبح ساحة حرب

وأكدت تقارير "برنامج الغذاء العالمي" و"منظمة الصحة العالمية" إبان الإعلان رسميًا عن المجاعة في شمال القطاع، أن أكثر من 90% من الأطفال في غزة يعانون من سوء تغذية حاد، وأن مئات منهم توفوا بسبب المجاعة ونقص الأدوية بعد انهيار المنظومة الصحية بالكامل.

أما المستشفيات التي بقيت عاملة جزئيًا، فقد تحولت إلى مراكز إسعاف ميدانية تفتقر إلى الأجهزة والمحاليل، فيما يموت الأطفال الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية بسيطة يوميًا بسبب الحصار.

ومع انهيار النظام الصحي، أفادت وزارة الصحة في القطاع بأنه تم توثيق 66 حالة وفاة لطفل بسبب سوء التغذية في وقت واحد، مع تسجيل نحو 5،119 طفل بين 6 أشهر و5 سنوات دخلوا للعلاج من سوء التغذية في مايو 2025، بزيادة كبيرة مقارنة بالشهر السابق.

تعليم مدمر.. ومدارس تحولت إلى قبور

وبحسب بيان "أونروا" الصادر في أكتوبر الحالي فإن ما يقرب من 70% من مدارس القطاع دمرت أو تضررت بشكل جسيم جراء القصف الإسرائيلي، بينما تحولت عشرات المدارس والمراكز التعليمية إلى ملاجئ للنازحين ثم إلى مقابر بعد استهدافها.

كما أفادت التقارير المحلية بأن أكثر من 600 معلم ومعلمة لقوا حتفهم خلال الحرب، ما أدى إلى انهيار منظومة التعليم بشكل شبه كامل، وحرمان مئات آلاف الأطفال من حقهم الأساسي في الدراسة.

وفي تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "OCHA" بتاريخ 25 يونيو 2025، ذُكر أن أكثر من 15٫553 طالب و701 من العاملين في قطاع التعليم قد استُشهدوا، في حين أُصيب أكثر من 23٫411 طالب و3،015 معلم حتى 24 يونيو 2025.

وفي تقرير OCHA رقم 311 الصادر في أغسطس 2025، ورد أن "عمليات الهدم والتدمير للمباني السكنية والمدارس وتجهيزات البنى التحتية مستمرة، بمعارك وقصف متواصل".

وبحسب تقرير آخر للمنظمة، فإن "ما يقرب من 97٪ من المدارس في قطاع غزة تعرضت لأضرار أو دمار"، حتى يوليو 2025.

مدن بلا حياة.. وملاعب وحدائق تحولت إلى أنقاض

ولم يقتصر الدمار على البشر فقط، بل امتد ليطال كل مظاهر الحياة، حتى الملاعب، والحدائق، ومراكز الأنشطة التي كانت متنفسًا للأطفال، تحولت إلى أطلال.

وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية التي يتم تداولها في وسائل الإعلام المختلفة  أن أكثر من 60% من البنية التحتية المدنية في القطاع دمرت بالكامل، ما جعل الأطفال يعيشون اليوم بين الركام بلا كهرباء ولا ماء ولا أمان.

في تقرير مشترك صدر عن الأمم المتحدة، في أكتوبر الجاري، حذر مسؤولوها من أن غزة "لم تعد مكانًا صالحًا للحياة البشرية"، مؤكدين أن جيلًا كاملًا من الأطفال يعاني صدمات نفسية عميقة قد تمتد آثارها لعقود.

وقالت ممثلة "يونيسف" في الأراضي الفلسطينية: "ما يحدث في غزة ليس حربًا فحسب، بل محو لجيل بأكمله من الأطفال الذين كان يمكن أن يكونوا أطباءً ومهندسين ومعلمين".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق