ألقت الأجهزة الأمنية بمحافظة الغربية القبض على سيدة لاتهامها بتعذيب طفليها والتعدي عليهما بالضرب داخل دورة مياه إحدى الشقق السكنية بمدينة طنطا، بعد أن قامت بتقييدهما بالحبال وتصوير الواقعة في مقطع فيديو.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى رصد الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات مقطع فيديو متداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه طفلان مقيدان بالحبال داخل دورة مياه، بينما تقوم سيدة بالاعتداء عليهما بالضرب المبرح وسط صرخاتهما.
على الفور، تم تشكيل فريق بحث من مديرية أمن الغربية لتحديد هوية السيدة ومكان الواقعة، وتبيّن أنها أم الطفلين، منفصلة عن زوجها، وأنها صورت الفيديو قبل نحو 3 أشهر داخل شقتها السكنية بدائرة قسم أول طنطا.
وعقب تقنين الإجراءات، تم ضبط المتهمة واقتيادها إلى ديوان القسم، حيث أقرت بقيامها بتوثيق الواقعة بنفسها في لحظة غضب نتيجة خلافات أسرية مع زوجها السابق، مؤكدة أن المقطع لم يُنشر بمعرفتها.
وتم تحرير محضر بالواقعة، وأحيلت الأم المتهمة إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق، وقررت استدعاء الأب لسماع أقواله، وإحالة الطفلين إلى وحدة حماية الطفل بمديرية التضامن الاجتماعي بالغربية لمتابعة حالتهما النفسية والجسدية.
العقوبة القانونية
تُعد واقعة تعذيب الأطفال من الجرائم التي تُشدد فيها القوانين المصرية العقوبة حفاظًا على حقوق الطفل وسلامته النفسية والجسدية.
فوفقًا للمادة 96 من قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون 126 لسنة 2008، يُعتبر الطفل في خطر إذا تعرض لأي عنف أو إساءة بدنية أو نفسية، ويحق للنيابة العامة اتخاذ إجراءات فورية لحمايته من أي اعتداء داخل الأسرة.
كما تنص المادة 291 من قانون العقوبات على أنه يُعاقب بالسجن من 3 إلى 15 سنة كل من استغل أو عذب طفلًا أو عرضه للخطر أو تسبب في أذى بدني أو نفسي له، وتُضاعف العقوبة إذا كان الجاني أحد الوالدين أو من له ولاية أو وصاية عليه.
وفي مثل هذه القضايا، لا تكتفي النيابة بالتحقيق مع المتهم، بل تُحال الواقعة أيضًا إلى وحدة حماية الطفل بوزارة التضامن الاجتماعي لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمجني عليهما وضمان عدم تكرار الانتهاك.
نصائح للآباء
ويُنصح الآباء والأمهات بضرورة اللجوء إلى اختصاصيين نفسيين أو اجتماعيين عند مواجهة ضغوط أسرية أو سلوكيات مزعجة من الأبناء، وعدم استخدام العنف بأي شكل من الأشكال، لأن العقاب البدني يترك آثارًا نفسية خطيرة تمتد لسنوات. كما يُشدد الخبراء على أهمية نشر الوعي الأسري والتواصل الإيجابي كأساس للتربية السليمة بدلًا من العنف والإيذاء.















0 تعليق