الأحد 26/أكتوبر/2025 - 08:45 ص 10/26/2025 8:45:56 AM
توقفنا في القسم الأول من هذا المقال عند تحذير الكاتب الصهيوني "إيتمار إيخنر"، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، لكيانه المجرم، بأن (دولتهم) ستتعرى، وتنكشف عوراتها على الملأ، حينما تتوقف رُحى حرب الإبادة الضروس، التي تشنها على أبناء شعب فلسطين: شيوخًا وأطفالًا؛ رجالًا ونساءٍ، حجرًا وحضارةً، وعلى أثر السماح بدخول مراسلو التلفزيونات والصحافة والميديا العالمية إلى قطاع غزة المدمّر، ونقلهم لسكان العالم، في طرفة عين، الصور الحقيقية لآثار الدمار والخراب غير المسبوقة التي حاقت بالأرض والناس، وواقع المجاعات والآلام التي يعاني منها شعب غزة وسائر المواطنين الفلسطينيين، والخراب العميم الذي تركته القدم الصهيونية الهمجية على أرض القطاع والضفة،... إلخ إلخ!
وينصح"إيخنر" كيانه بالاستعداد لمواجهة نتائج هذه الخطوة الكاشفة، القادمة لا محالة، والتي ستكون كـ "الموجة الإعلامية الضخمة"، بمجرد استتباب الأوضاع، في أعقاب تدخُّل الولايات المتحدة، ورئيسها "ترامب" على النحو الذي نعاينه في الفترة الأخيرة.
وهذا الأمر، كما يلفت الكاتب أنظار ذويه، سيُزيد من عزلة الكيان المارق، وسيدفع إلدول الأخرى إلى التعامل معه كـ (دولة) "منبوذة"، تُنَفِّرُ الشعوب منها، وتعرِض الدول عنها، واعتبر "إيخنر" هذا الخطر الداهم، بمثابة "معركة حياة أو موت" للكيان اللقيط، في العاجل القادم من زمن ما بعد توقُّف القتال!...
ويكفي أن نستمع إلى رأي المُذيع الأمريكي الأشهر والأقوى نفوذا،ً وأحد أكبر مؤيدي الكيان الصهيوني وأشد مُناصريه على امتداد عقود طويلة: "تاكر كارلسون"، قبل أن تتفتح عيناه على الصورة الحقيقية للكيان المارق من خلال وقائع الإبادة والتدمير لشعب فلسطين ومقومات حياته: " يقول "كارلسون"، وعلى الهواء مُباشرةً: "لا يوجد شيء اسمه "شعب الله المختار"... الله لا يختار شعبًا يقتل الأطفال.. هذه هرطقة، وهؤلاء مجرمون ولصوص"!
ولقد حان وقت دفع الكيان الصهيوني المجرم، وقادته الذين تمرغوا في دماء أبناءنا، الثمن المُقابل للاستهانة بالحياة الإنسانية، واحتقاره لشعوبنا وترابنا، بتنظيم حصار مُحكم وشامل من شعوب وحكومات الدول في العالم أجمع حتى تتفكك عراه، ويسقط غير مأسوف عليه، تمامًا كما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، بالأمس القريب!
*******
وهذا الأمر يضع أمامنا واحدًا من أهم واجباتنا، حكومات وشعوبًا، مؤسسات وأفرادًا، في مواجهة عدونا الرئيسي، والمتمثل في عدم السماح له بالتنصُّل من المسؤليات، والتهرُّب من العقوبات، في هذا الأمر الجلل.. لقد استطاع الكيان المجرم أن يهرب من نتائج ما أقدم عليه من مجازر سابقة قتل فيها أعدادًا غفيرة من أبناء شعوبنا الأبرياء، منذ عام "النكبة"، 1948 وحتى الآن، وبلا حساب: (في مجازر دير ياسين، والطنطورة، واللد، وقبية، وكفر قاسم،..إلخ)، كما هرب من تلقِّي العقاب على ما ارتكب من مجازر في "بحر البقر"، وتدميره لمدن القنال، وعدوانه على مصانعنا، ودفنه لجنودنا الشهداء الأبرار وهم أحياء،... إلخ!
كما لم تنجُ من مجازرة دول: العراق (تدمير المفاعل النووي)، وسوريا، ولبنان (اجتياح العاصمة وتدمير الجنوب...)، واليمن، وإيران (العدوان على المرافق النووية، واغتيال الرئيس والعلماء)، وسوريا (احتلال الأرض والموارد)، واغتيالات القادة والرموز، (القائد حسن نصر الله وقادة حزب الله وغيرهم)!
وواجبنا تجاه أنفسنا قبل تجاه شعب فلسطين، هو ألا نتهاون أو نتراخى في هذا الأمر، وألا نسمح ـ كما هي عادتنا دائمًا ـ أن نبدأ الأمر بحماسِ شديد، ثم يخبو حماسنا مع مر الأيام حتى يموت!
*******
أما الواجب التالي، فهو التواصل المستمر من جميع مؤسساتنا وتنظيماتنا الشعبية، مع نظيراتها من الهيئات والجماعات الشعبية في مشارق الأرض ومغاربها، التي لم ينقطع نزولها اليومي، بمئات الآلاف، إلى كبريات ميادينها وشوارعها، ولم تتوقف تظاهراتها الهادرة، مُساندةً للشعب الفلسطيني، ولأهل غزة الصامدين، حتى أجبروا حكوماتهم على التراجع عن الارتماء في أحضان الكيان الصهيوني، والاعتراف بالحق الفلسطيني، في الأرض والدولة، والسلام والاستقرار، كباقي شعوب العالم، واقترع أكثر من 80% من دول العالم الأعضاء في الأمم المتحدة لصالح الحق الفلسطيني في الوجود، واعترفوا بأهليته للحياة في رحاب دولة كاملة المقومات، مُعترف بها من العالم أجمع، الأمر الجلل الذي حاولت الحركة الصهيونية، منذ نشأتها، إنكاره، بادّعاء أن فلسطين أرض بلا شعب، ويستحقها الشعب (الإسرائيلي) الذي بلا أرض!
ويجب أن نتذكر دائمًا، أنه مالم تتفكك أوصال نظام الإبادة الصهيوني حتى تتحلل، وتذوي النجمة السداسية حتى تتلاشى، فإن الخطر الداهم القادم لن يقتصر على شعب فلسطين وحسب، وإنما سيشمل المنطقة كلها، التي وعد مجرم الحرب "نتنياهو" بإعادة رسم خرائطها، وسيمتد إلى مصر، التي أعلن مسؤلون رئيسيون في الكيان، في مقدمتهم رئيس الوزراء المجرم "نتنياهو"، التزامهم بضم جانب من أرضها المقدسة لتحقيق وهم دولة "إسرائيل الكبرى"، إلى جانب أرض فلسطين والأردن ولبنان وسوريا والعراق والسعودية،...!!!
ولقد حان وقت دفع الكيان الصهيوني المجرم، وقادته الذين تمرغوا في دماء أبناءنا، الثمن المُقابل للاستهانة بالحياة الإنسانية، واحتقاره لشعوبنا وترابنا، بتنظيم حصار مُحكم وشامل من شعوب وحكومات الدول في العالم أجمع حتى تتفكك عراه، ويسقط غير مأسوف عليه، تمامًا كما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، بالأمس القريب!
*******
ويبقى الواجب الأهم الراهن، ولسنوات طويلة حتى يتم رفع الأنقاض، وانتشال الشهداء والضحايا، وترتيب مطالب الحياة والاستقرار، وسد الحاجات الضرورية للوجود، هو مد يد العون لأشقائنا الفلسطينيين، في غزة وخارجها، الذين يُعانون مُر المعاناة من سياسات الإبادة والتجويع، والذين يفتقدون أبسط لوازم الحياة الإنسانية، كالماء، والغذاء، والكساء، والدواء، والملجأ، وقد كان الدور المصري، في هذا السياق، دورًا نبيلًا وفاعلًا، وعلينا جميعًا: دولة وشعبًا، ألا نتراجع عن أداء هذا الدور المهم، الذي يُساند أبناء الشعب الفلسطيني، وفي نفس الوقت يحمي الأمن الوطني والقومي المصري، والمصالح العليا للوطن والشعب.













0 تعليق