لم تمر سوى ساعات على تلك الصفعة التى دوت فى قلوبنا قبل أن تؤلم وجه الرجل المُسن فى السويس، ووجدنا اليد التى نزلت عليها لعنات المصريين مُكبلة فى أساور حديدية تليق بتلك الحماقة التى صدرت عنها قبل زمن قصير.. ظن صاحبها أن فعلته فى حق هذا الشيخ ستمُر سلامًا، لكنه نسى أن لنا وطنًا يحمينا، ورجالًا ساهرين على أمننا.
سأكتُب كثيرًا، وأكرر الكلمات.. سأتحدث بفخر عن مجهودات وتضحيات الرجال.. عن هؤلاء الذين لولاهم لأصبحت الحياة غابة يأكل قويها الضعيف.. سأروى دومًا عن مشاهداتى فى سنوات طويلة قضيتها مشاركًا فى الحملات الأمنية وقت أن كنت مسئولًا عن الملف الأمني.. مشاهد فى الكواليس لا يعرفها الكثيرون.
عنصر الردع كثيرًا ما تُحققه الصحافة عند نشرها الأحكام القضائية فى الجرائم التى يرتكبها شياطين المجتمع، لتبعث رسائل فى نفوس أقرانهم فى عالم الشر بأن عقابًا شديدًا فى انتظارهم إذا ما سولت لهم أنفسهم أن يعبثوا بأمن الوطن ومواطنيه.. إن هناك أعينًا ساهرة تحرس مصر.. والويل لمن اقترب.. أو اقترف جُرمًا.
مثلما هى الصحافة التى نُحبها بدورها الشريف فى توعية المجتمع وتنويره، تبقى أيضًا صفحة وزارة الداخلية نبراسًا يمنح كثيرًا من الأمان.. ففى كل مرة نشاهد فيها حدثًا متداولًا ينال من أحدهم، ننتظر بكل ثقة بيان وزارة الداخلية حول القبض على الجُناة.. أصبحنا نعرف جيدًا أنه لا جريمة كاملة، ولا مفر من العقاب.
وقائع اعتداء.. سرقة.. بلطجة، وغيرها.. كلهم سقطوا فى شباك رجالنا.. لم تخذلنا وزارة الداخلية مرة واحدة، ولم تتهاون، ولم تتجاهل شيئًا كهذا.. تحركات سريعة، وجهود عظيمة فى ربوع الوطن.. كان آخرها واقعة الرجل المسن فى السويس.. ساعات قليلة بعد انتشار مقطع الفيديو للتعدى على الرجل، وكان المتهم وشقيقه فى قبضة الشرطة.. لم تنتهِ الليلة ذاتها حتى أصبحا خلف القضبان، ليتبدّل غضب الملايين إلى سعادة بهذا الخبر.. ويناموا سعداء.. فهنيئًا لنا.. برجال أمننا.

















0 تعليق