أعلن ممثلو الادعاء الفرنسي، الجمعة، عن تطورات هامة في قضية سرقة
متحف اللوفر، مؤكدين العثور على أكثر من 150 عينة من الحمض النووي (DNA)، بالإضافة إلى بصمات أصابع وأدلة مادية أخرى داخل صالة "أبولو" التي شهدت عملية السطو.
وقالت المدعية العامة في باريس، لور بيكو، في تصريحات لصحيفة ويست فرانس، إن الأدلة التي تم جمعها تشمل خوذة، معدات قص، قفازات وسترة استخدمها اللصوص أثناء تنفيذ الجريمة وتركوا بعضها خلفهم أثناء الهروب.
تحليلات معمّقة.. نتائج خلال أيام
أوضحت بيكو أن التحاليل الجينية والجنائية للأدلة المجمعة تمثل أولوية قصوى لدى المختبرات الفرنسية، مشيرة إلى أن النتائج المتوقعة خلال الأيام القليلة المقبلة قد توفر خيوطاً حاسمة لتحديد هوية المتورطين، خصوصاً إذا كان لأحدهم سجل جنائي سابق في قضايا مشابهة.
مشاركة 100 محقق من نخبة الأجهزة الأمنية
ولفتت المدعية العامة إلى أن نحو 100 محقق متخصص من وحدات مكافحة الجريمة الخطيرة والاتجار بالمقتنيات الثقافية يشاركون حالياً في عملية مطاردة مكثفة للعثور على اللصوص الأربعة الذين نفذوا العملية بدقة عالية.
وأكدت أن التعاون بين أجهزة الشرطة والادعاء يسير على أعلى مستوى، وأن السلطات الفرنسية تعتبر القضية "مسألة أمن وطني وثقافي" نظراً لقيمة المسروقات ورمزيتها التاريخية.
تفاصيل عملية السطو
بدأت الواقعة صباح الأحد الماضي حين اقتحم أربعة لصوص ملثمون صالة "أبولو" الشهيرة داخل متحف اللوفر، والتي تضم مجوهرات التاج الفرنسي المتبقية.
وخلال دقائق معدودة، كسر اللصوص خزانتي عرض تحتويان على ثماني قطع ثمينة كانت مملوكة لملكات وإمبراطورات فرنسيات من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ثم لاذوا بالفرار وسط حالة من الفوضى والذهول بين عناصر الأمن.
قيمة المسروقات تتجاوز 88 مليون يورو
قدّر خبراء الفنون قيمة المجوهرات المسروقة بنحو 88 مليون يورو، ما يجعل العملية واحدة من أضخم السرقات الفنية في تاريخ فرنسا.
وتضم القطع المسروقة تيجاناً، ودبابيس مزخرفة بالألماس، وعقوداً ملكية تعود لعهد الإمبراطورة أوجيني وزوجها نابليون الثالث.
متحف اللوفر في حالة طوارئ ثقافية
عقب الحادث، أُخلي المتحف وأُغلق بالكامل أمام الزوار، فيما تم تشديد إجراءات الأمن على جميع المعارض، وسط حالة استنفار ثقافي داخل الأوساط الفرنسية والدولية.
وقال مصدر بوزارة الثقافة الفرنسية إن “الاعتداء على تراثنا الفني هو اعتداء على الهوية الفرنسية نفسها”، مؤكداً أن السلطات “لن تدخر جهداً لاستعادة المجوهرات التاريخية ومحاكمة الجناة”.
ترقب عالمي للنتائج
تتابع المؤسسات الفنية والمتاحف الكبرى في أوروبا باهتمام كبير مجريات التحقيق، وسط تساؤلات حول كيفية اختراق أحد أكثر المتاحف حراسة في العالم.
ويرى خبراء الأمن الثقافي أن العثور على هذا الكم الهائل من الأدلة قد يجعل القضية “قابلة للحل خلال فترة وجيزة”، ما يعزز الآمال بعودة القطع المسروقة إلى مكانها الطبيعي في قلب اللوفر.

















0 تعليق