تشاتام هاوس: وقف إطلاق النار بغزة لا يمنع تجدد الصراع بين إسرائيل والحوثيين

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رأى معهد تشاتام هاوس البريطاني، اليوم الجمعة، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لن يُنهي بالضرورة التوترات في المنطقة، مشيرًا إلى احتمال تجدد الصراع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والحوثيين في اليمن، رغم الهدوء النسبي الذي أعقب الهدنة الجارية.

وقال المعهد في تقرير تحليلي جديد بعنوان: "رغم وقف إطلاق النار في غزة قد يستأنف الصراع بين إسرائيل والحوثيين"، إن صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "ماكسار" تُظهر حجم الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين قبل الهدنة. 

وأضاف أن التحليل يُشير إلى أن الحوثيين، المدعومين من إيران، يُبدون رغبة في التهدئة، غير أن دولة الاحتلال الإسرائيلي على الأرجح لن تتراجع عن حملتها الهادفة إلى تقويض "محور المقاومة" الإيراني في المنطقة.

أضرار الغارات الإسرائيلية

وأوضح التقرير أن الضربات الإسرائيلية ألحقت أضرارًا بالبنية التحتية اليمنية، وخفضت مؤقتًا من قدرة الحوثيين على استيراد الأسلحة من إيران. ونقل عن إيتاي بارليف، المحلل الإسرائيلي والمدير الإداري لمختبر "إنتل"، قوله إن "محاولة هزيمة الحوثيين عبر الغارات الجوية بعيدة المدى وحدها أمر غير مرجح".

وأكد بارليف أن الحوثيين يديرون "قوة لامركزية متجذرة في تضاريس جبلية صعبة، مع شبكات تهريب متعددة لإعادة الإمداد".

المنشآت المتضررة يمكنها استئناف عملياتها خلال شهر واحد فقط

وأشار إلى أن "المنشآت المتضررة يمكنها استئناف عملياتها خلال شهر واحد فقط"، مضيفًا أن "الحملات الجوية الأمريكية السابقة فشلت في تحقيق نتائج حاسمة أو إضعاف الحوثيين بشكل ملموس".

من جانبه، قال فارع المسلمي، الباحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمعهد، إن "الغارات الجوية الإسرائيلية لن تُضعف الحوثيين، بل ستؤدي إلى تدمير ما تبقى من شرايين الحياة الإنسانية في اليمن". 

وأوضح" المسلمي" أن استمرار القصف يُهدد المساعدات الغذائية والطبية، ويزيد من معاناة المدنيين في بلد يُعد من أفقر دول العالم.

وذكر التقرير أن اليمن، الذي يقطنه أكثر من 40 مليون نسمة، لا يزال يعاني من آثار التدخل السعودي الإماراتي عام 2015 والانقلاب الحوثي اللاحق، مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي شنت منذ مايو الماضي سلسلة هجمات على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، التي يمر عبرها نحو 70% من الواردات و80% من المساعدات الإنسانية، وفق بيانات الأمم المتحدة.

هل يستمر الصراع؟

وقال تشاتام هاوس: “إن وقف إطلاق النار في غزة أدى مؤقتًا إلى توقف هجمات الحوثيين على إسرائيل والبحر الأحمر”. ونقل عن زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، قوله إن اليمن "يراقب مدى التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار"، مؤكدًا أن التهدئة ستستمر ما دام الالتزام قائمًا.

وأوضح المسلمي أن الحوثيين "حققوا بالفعل أهدافهم من خلال الهجمات السابقة على البحر الأحمر وإسرائيل"، والمتمثلة في "إظهار قوتهم الإقليمية وإيصال رسائل سياسية دون الدخول في مواجهة مباشرة جديدة".

في المقابل، نقل المعهد عن المحلل الإسرائيلي بارليف توقعه بأن "الهجمات الإسرائيلية على الحوثيين ستُستأنف لاحقًا"، موضحًا أن "المسافة البعيدة ونقص المعلومات الاستخباراتية يجعل من الصعب تحقيق نصر حاسم، لكن إسرائيل ستواصل حملة طويلة الأمد من الضربات الاستراتيجية".

وذكر تشاتام هاوس أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى منع الحوثيين من التحول إلى تهديد مشابه لحزب الله، عبر الاستمرار في استهدافهم كجزء من استراتيجيتها الأوسع لـ"إضعاف محور المقاومة الإيراني". 

وقال بارليف: "بينما تظل إيران هي الرأس الرئيسي للأخطبوط، ستواصل إسرائيل استهداف أذرعه، وعلى رأسها الحوثيون، لمنعهم من أن يتحولوا إلى تهديد مستقبلي لأمنها الإقليمي".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق