65 دولارًا لبرميل برنت و61 دولارًا لغرب تكساس بعد العقوبات الأمريكية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مشهد اقتصادي متقلب، عاد الذهب الأسود ليتصدر العناوين مجددًا، بعد أن اشتعلت الأسواق العالمية على وقع قرارات أمريكية جديدة استهدفت عملاقي الطاقة الروسيين "روسنفت" و"لوك أويل"، مما أشعل فتيل ارتفاعات حادة في أسعار النفط تجاوزت 4% في ساعات قليلة.

أسعار النفط العالمي اليوم الخميس 

الأسواق بدت كمن أصيب بصدمة مزدوجة: عقوبات أمريكية متصاعدة من جهة، ومخاوف عالمية من نقص الإمدادات من جهة أخرى. فقد سجل خام برنت قفزة بنحو 2.71 دولار ليصل إلى 65.30 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بـ2.56 دولار ليسجل 61.06 دولارًا للبرميل.

الأسعار تقفز فوق 4% وسط ارتباك عالمي

ويرى "أولي هانسن"، محلل السلع في بنك ساكسو، أن هذا الارتفاع المفاجئ جاء نتيجة طبيعية لردة الفعل السريعة من الأسواق بعد إعلان العقوبات، موضحًا أن المصافي في الصين والهند ستضطر الآن إلى إعادة حساباتها والبحث عن مصادر بديلة لتجنب التعرض للعقوبات الغربية.

عقوبات أمريكية تشعل أسواق النفط

القرارات الأمريكية أثارت سلسلة من التفاعلات الدولية السريعة. فواشنطن أكدت أنها مستعدة لتوسيع دائرة الضغط على موسكو إذا لم تستجب لوقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا، بينما سبقتها بريطانيا بخطوات مشابهة، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي عن حزمة العقوبات التاسعة عشرة التي تضمنت قيودًا إضافية على واردات الغاز الروسي المسال.

وفي لحظة الإعلان، تحركت الأسواق كما لو أن صاعقة ضربتها، إذ قفزت العقود الآجلة لخام برنت وغرب تكساس بأكثر من دولارين في أقل من ساعة، مدعومة بتقارير حكومية كشفت عن تراجع غير متوقع في المخزونات الأمريكية، مما ضاعف من توتر الأسواق ودفع المتعاملين إلى تسعير المخاطر الجيوسياسية بسرعة فائقة.

وقال "جيوفاني ستوانوفو"، المحلل في بنك "يو بي إس"، إن التأثير الفعلي للعقوبات على سوق النفط العالمي سيتوقف على الموقف الهندي، مؤكدًا أن قدرة روسيا على إيجاد منافذ جديدة لتسويق نفطها ستحدد حجم الاضطراب في التوازن العالمي للعرض والطلب.

الهند، التي أصبحت منذ 2022 أكبر مشترٍ للنفط الروسي منخفض السعر، تجد نفسها اليوم في موقف حرج بين مصالحها الاقتصادية وضغوط الغرب.

وتشير تقديرات خبراء الطاقة إلى أن العقوبات الجديدة قد تجبر نيودلهي على تقليص وارداتها من الخام الروسي، وهو ما قد يؤدي إلى نقص إمدادات محتمل وارتفاع أسعار الطاقة في الأسواق الآسيوية.

أسعار النفط دخلت مرحلة جديدة من التقلب

الأسواق، إذن، تقف عند مفترق طرق جديد، حيث يتقاطع الاقتصاد مع السياسة، والقرارات المالية مع الصراعات الجيوسياسية، وبينما يراقب المستثمرون المشهد بحذر، تظل الحقيقة الوحيدة المؤكدة هي أن أسعار النفط دخلت مرحلة جديدة من التقلب يصعب التنبؤ بنهايتها.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق