في واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي شهدتها العاصمة خلال العام الجاري، قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في التجمع الخامس، إحالة أوراق مهندس متهم بقتل والديه وشقيقه وصديق الأسرة إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامه، بعد أن ثبت ارتكابه جريمة قتل جماعي مروعة داخل منزل العائلة بمنطقة حدائق المعادي.
تقرير الطب الشرعي
وجاء القرار بعد جلسات مطوّلة استمعت خلالها المحكمة إلى أقوال الشهود وتقارير الطب الشرعي والأدلة الفنية، التي أثبتت استخدام المتهم أسلحة نارية وبيضاء في تنفيذ جريمته، على خلفية خلافات حادة حول الميراث بينه وبين أفراد أسرته.
النيابة العامة كانت قد أحالت المتهم "أحمد. م"، مهندس، في القضية رقم 3057 لسنة 2024 جنايات قسم دار السلام، والمقيدة برقم 397 لسنة 2024 كلي حلوان، إلى محكمة الجنايات، بعد أن وجهت إليه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، مؤكدة أنه عقد العزم وبيت النية على التخلص من والده بسبب نزاعات مالية، وأعد لهذا الغرض بندقية آلية وعدة أسلحة بيضاء.
وبحسب تحقيقات النيابة، فإن المتهم بدأ بتنفيذ جريمته بإطلاق الرصاص على والده داخل المنزل، ثم لاحق والدته وشقيقه اللذين حاولا الهرب، فأطلق عليهما النار أيضًا، قبل أن يوجّه سلاحه إلى صديق الأسرة المسن الذي كان متواجدًا وقت الحادث لمحاولة تهدئة الموقف، فأرداه قتيلًا هو الآخر.
عقب الجريمة، هرعت قوات الأمن إلى موقع البلاغ بعد تلقي إخطار من شرطة النجدة بوقوع مذبحة أسرية داخل شقة بمنطقة حدائق المعادي. وتم العثور على الجثث الأربع غارقة في الدماء، فيما جرى ضبط المتهم أثناء محاولته الفرار من المكان وبحوزته السلاح المستخدم في الواقعة.
وخلال التحقيقات، أقر المهندس المتهم بتفاصيل الواقعة، مؤكدًا أنه كان يعيش تحت ضغط نفسي بسبب خلافات متكررة حول تقسيم الميراث، وأنه فقد السيطرة على نفسه وقت ارتكاب الجريمة.
وبعد استكمال سماع المرافعات، قررت المحكمة إحالة أوراق المتهم إلى المفتي تمهيدًا لإصدار الحكم النهائي بالإعدام، مع تحديد جلسة لاحقة للنطق بالحكم، في واقعة تُعد من أكثر القضايا مأساوية التي أعادت إلى الأذهان جرائم القتل العائلي التي تهزّ المجتمع المصري من حين لآخر.
0 تعليق