شهد شارع عبدالسلام الشاذلي بمدينة دمنهور اليوم حادثًا مأساويًا هزّ مشاعر الأهالي، بعدما سقط طفلان من الطابق العاشر بأحد الأبراج السكنية، ما أسفر عن وفاة أحدهما في الحال وإصابة الآخر بإصابات بالغة.

سقوط مفاجئ وصراخ يهز المكان

قال شهود عيان إن الطفلين كانا بمفردهما داخل الشقة أثناء غياب والديهما، وأثناء لهوهما قرب الشرفة اختل توازن أحدهما وسقط على الفور، فيما حاول الثاني إنقاذه لكنه ظل متشبثًا بسور الشرفة قرابة عشر دقائق قبل أن يسقط هو الآخر وسط صرخات الأهالي والمارة.

وأضاف أحد الجيران: "كنا بنحاول نكسر باب الشقة عشان نلحقهم، بس الوقت كان ضدنا.. محدش قدر يعمل حاجة."
وأكد أن المشهد كان صعبًا ومؤلمًا على الجميع، خصوصًا بعدما شاهدوا الطفل الثاني وهو بيحاول يتشبث قبل ما يقع قدام أعينهم.

محاولات إنقاذ لم تُجدِ نفعًا

انتقلت قوات الأمن على الفور إلى موقع الحادث، وتم فرض كردون أمني حول العقار لحين انتهاء المعاينة. كما وصلت سيارات الإسعاف، ونقلت أحد الطفلين إلى مستشفى دمنهور العام في حالة حرجة، بينما تم نقل جثمان الآخر إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.

وأكد الأهالي أن الحادث وقع في لحظات معدودة، وأنهم حاولوا بكل الطرق إنقاذ الطفلين قبل سقوط الثاني، لكن لم يتمكنوا من ذلك بسبب إغلاق باب الشقة من الداخل.

التحريات تكشف التفاصيل الأولى للحادث

قال مصدر أمني إن التحريات الأولية تشير إلى أن الطفلين كانا بمفردهما في المنزل وقت وقوع الحادث، وجارٍ الاستماع إلى أقوال الأسرة وشهود الواقعة لمعرفة ملابسات ما جرى، والتأكد من عدم وجود شبهة جنائية.

وأضاف المصدر أن النيابة العامة كلّفت فريقًا من المعمل الجنائي لمعاينة موقع الحادث والتأكد من سلامة سور الشرفة ومطابقته لاشتراطات الأمان، تمهيدًا لإعداد تقرير شامل بالواقعة.

حزن يخيم على المنطقة

سيطر الحزن والذهول على سكان شارع عبدالسلام الشاذلي، الذين تجمعوا أمام العقار في مشهد مؤثر، وسط حالة من الصمت والدموع.
وقال أحد الأهالي: "المنظر كان صعب جدًا، الناس كلها كانت بتعيط.. ربنا يصبر أهلهم."

وطالب الأهالي بضرورة توعية الأسر بخطورة ترك الأطفال بمفردهم داخل الشقق السكنية، خاصة في الأدوار المرتفعة، لتجنب تكرار مثل هذه المآسي.