أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن تخصيص ميزانية قدرها 2 مليار دولار لشراء أسلحة ومعدات عسكرية متطورة لصالح أوكرانيا، في خطوة تُعد الأكبر منذ بداية العام 2025.
وأكد الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، أن هذه المساعدات تهدف إلى تعزيز قدرات كييف الدفاعية في مواجهة العمليات الروسية المستمرة، وتوفير احتياجاتها العاجلة من الذخائر وأنظمة الدفاع الجوي والطائرات المسيّرة.
التمويل المشترك وتوزيع المهام
وأوضح ستولتنبرغ أن التمويل سيتم عبر صندوق دعم مشترك بين الدول الأعضاء في الناتو، على أن تشارك كبرى الدول الصناعية في الحلف بنسبة تتجاوز 70% من إجمالي المبلغ.
كما أشار إلى أن بعض الدول، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا، ستتولى توفير المعدات الثقيلة وأنظمة الصواريخ الدقيقة، بينما تركز دول أخرى على تزويد أوكرانيا بتقنيات المراقبة والاستطلاع والاستخبارات.
أولوية للدفاع الجوي والطائرات المسيّرة
بحسب البيان الصادر عن قيادة الحلف في بروكسل، سيتم تخصيص نسبة كبيرة من الميزانية لتطوير منظومات الدفاع الجوي، لمواجهة الهجمات الروسية المتكررة على البنية التحتية الأوكرانية.
كما تتضمن الخطة شراء طائرات مسيّرة هجومية واستطلاعية، وأنظمة اتصالات مشفرة تُمكّن الجيش الأوكراني من التنسيق بشكل أسرع وأكثر أمانًا مع وحدات الناتو.
رسالة سياسية إلى موسكو
يرى محللون أن الحزمة الجديدة تمثل رسالة واضحة إلى موسكو بأن دعم الناتو لأوكرانيا لن يتراجع رغم التحديات الاقتصادية والسياسية داخل دول الحلف.
وأكد الخبير العسكري في الشؤون الأوروبية، الجنرال المتقاعد أندرياس مولر، أن "الناتو يسعى للحفاظ على توازن الردع في شرق أوروبا، وضمان ألا تتراجع القدرات الدفاعية لأوكرانيا في مواجهة الضغط الروسي المتزايد".
مخاوف من تصعيد جديد
في المقابل، حذرت موسكو من أن "زيادة تدفق الأسلحة الغربية إلى كييف ستؤدي إلى تصعيد الصراع"، معتبرة أن الناتو "يشارك فعليًا في الحرب ضد روسيا".
ورغم ذلك، شدد المتحدث باسم الكرملين على أن روسيا ستواصل "تحقيق أهدافها العسكرية مهما كانت طبيعة الدعم الغربي".
تأكيد التزام الناتو الطويل الأمد
واختتم ستولتنبرغ تصريحه بالتأكيد على أن التزام الحلف تجاه أوكرانيا طويل الأمد، مشددًا على أن "هدف الناتو ليس التصعيد بل حماية النظام الدولي القائم على القواعد، وضمان أمن أوروبا لعقود مقبلة".
0 تعليق