تُعَدّ الأنيميا أو فقر الدم من أكثر  المشكلات الصحية انتشارًا، خاصة بين النساء، وغالبًا ما ترتبط ليس فقط بالتعب والإرهاق بل أيضًا بتغيرات واضحة في الشعر والبشرة والأظافر، هذه العلامات الجمالية قد تكون في الواقع مؤشرًا على مشكلة داخلية أعمق تتعلق بنقص الحديد والعناصر الغذائية الحيوية في الجسم.

العلاقة بين نقص الحديد وصحة الشعر والبشرة

أكد الدكتور محمد فطين، أستاذ مساعد واستشاري أمراض الدم، أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الأنيميا ومشاكل الشعر والبشرة، موضحًا أن “الحديد عنصر أساسي لنمو خلايا الجسم، بما في ذلك بصيلات الشعر والجلد”، مضيفا أن “نقص الحديد يؤدي إلى ضعف تغذية الشعر والبشرة بالأكسجين، مما ينعكس على شكلهما وصحتهما العامة”.

وأشار الدكتور فطين إلى أن كثيرًا من السيدات اللاتي يشتكين من تساقط الشعر أو بهتان البشرة، عند إجراء التحاليل، يُلاحظ أن مخزون الحديد لديهن منخفض جدًا، وهو ما يفسر ضعف الشعر وتقصفه وبهتان البشرة وفقدان نضارتها.

أهمية الحفاظ على مستوى الحديد الطبيعي

وأوضح فطين أن الحفاظ على مستوى الحديد الطبيعي في الجسم هو الخطوة الأولى نحو استعادة صحة الشعر والبشرة. قائلا: “لا يمكن للشعر أن ينمو بقوة إذا كان الحديد منخفضًا، لذلك في مثل هذه الحالات نلجأ إلى كورس علاج بالحديد سواء في شكل أقراص أو حقن، بحسب شدة النقص في التحاليل”.

وأضاف أن بعض الحالات تحتاج أيضًا إلى علاج داعم لرفع مخزون الحديد في الدم، لأن التغذية وحدها لا تكون كافية لتعويض النقص الحاد، خصوصًا لدى النساء اللاتي يعانين من دورات شهرية غزيرة أو بعد الولادة.

دور الفيتامينات والمعادن الأخرى

ولفت استشاري أمراض الدم إلى أن الأمر لا يقتصر على الحديد فقط، بل يشمل أيضًا عناصر أخرى مثل فيتامين دال والكالسيوم، إذ قال: “نقص فيتامين د يؤثر على جودة الشعر ويجعله أكثر ضعفًا وهشاشة، كما أن نقص الكالسيوم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الأظافر والبشرة”.

وأضاف أن التغذية المتوازنة وتناول الأغذية الغنية بالحديد مثل الكبدة، السبانخ، واللحوم الحمراء، إلى جانب التعرض المعتدل لأشعة الشمس، عوامل أساسية للحفاظ على صحة الشعر والبشرة من الداخل.

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا