ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، اليوم الأربعاء، مدفوعة بمخاوف من تعطل الإمدادات وآمال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 2% لتسجل 62.56 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 10:45 بتوقيت أبوظبي، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 2.1% ليصل إلى 58.44 دولارًا للبرميل.

وجاء الارتفاع بعد أن تراجع النفط إلى أدنى مستوى له منذ خمسة أشهر يوم الإثنين، نتيجة زيادة الإمدادات من المنتجين وتأثير التوترات التجارية على الطلب العالمي.

مخاطر الإمدادات تعيد التوازن للأسواق

عاد القلق من اضطرابات الإمدادات ليهيمن على الأسواق، في ظل تقارير عن تأجيل قمة مرتقبة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، إضافةً إلى الضغوط الغربية على المشترين في آسيا لخفض وارداتهم من النفط الروسي.

وقال موكيش ساهديف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إكس أناليستس لاستشارات أسواق الطاقة، إن "خطر انقطاع الإمدادات من بؤر ساخنة مثل روسيا وفنزويلا وكولومبيا والشرق الأوسط لا يزال قائمًا، ويحول دون بقاء الأسعار دون مستوى 60 دولارًا رغم وفرة المعروض وضعف الطلب".

نشاط تغطية المراكز يدعم المكاسب

وأشار توني سيكامور، محلل الأسواق في آي.جي أستراليا، إلى أن الارتفاع الأخير في الأسعار جاء مدفوعًا بعمليات تغطية مراكز البيع على المكشوف، موضحًا أن الأسواق تشهد "خفضًا عامًا في المراكز الاستثمارية بعد موجة بيع طالت العملات المشفرة وأسهم البنوك الإقليمية والمعادن الثمينة".

التوترات الجيوسياسية تضغط على المشهد

يتابع المستثمرون أيضًا تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس، خاصة بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأشهر الأخيرة بشن ضربات على ست سفن في منطقة البحر الكاريبي، في إطار ما وصفته واشنطن بحملة ضد "إرهاب المخدرات" القادم من فنزويلا.

آمال متجددة في اتفاق تجاري أمريكي–صيني

وعلى الصعيد الاقتصادي، يترقب المستثمرون تطورات المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ من المنتظر عقد لقاءات هذا الأسبوع في ماليزيا، بينما ألمح ترامب إلى احتمال لقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل.

ورغم تفاؤله السابق بشأن التوصل إلى "اتفاق عادل"، عاد ترامب ليزيد من الغموض قائلًا إن "الاجتماع ربما لا يُعقد".

خطط أمريكية لإعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي

كما تلقت الأسعار دعمًا إضافيًا من خطة وزارة الطاقة الأمريكية لشراء مليون برميل من النفط الخام بهدف إعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي، في وقت تسعى فيه واشنطن للاستفادة من انخفاض الأسعار النسبي.

وأشارت بيانات معهد البترول الأمريكي إلى انخفاض مخزونات الخام والبنزين ونواتج التقطير في الأسبوع الماضي، وهو ما عزز من التوقعات بانخفاض المعروض في السوق.

وأكد محللو بنك إيه.إن.زد للأبحاث في مذكرة للعملاء أن "الخطوة الأمريكية لإعادة ملء الاحتياطيات الاستراتيجية ساهمت في دعم أسعار النفط بعد سلسلة من التراجعات الحادة خلال الفترة الماضية".