كشفت صحيفة “أفريقيا إنتليجنس” الإفريقية، أن رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وافق على الانخراط في مبادرة الرباعية الدولية التي تقودها الولايات المتحدة بمشاركة مصر والسعودية والإمارات، لكنه ربط ذلك بحزمة مطالب محددة.
وبحسب التقرير، سلم البرهان قائمة شروطه إلى مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا، في خطوة وُصفت بأنها محطة مفصلية في مسار التواصل بين الخرطوم وواشنطن، بعد نحو شهرين من أول اتصال مباشر بين الجانبين.
شروط الخرطوم
أوضحت الصحيفة، أن البرهان طالب واشنطن بتوجيه إنذار حاسم إلى الدول الداعمة لميليشيات الدعم السريع بوقف دعمها العسكري والمالي، باعتبار ذلك العائق الرئيسي أمام استقرار السودان.
وفي المقابل، جددت بورتسودان رفضها لأي مفاوضات مباشرة مع ميليشيات الدعم السريع، مؤكدة تمسكها بموقفها الرافض لأي تسوية مع الميليشيات المتمردة.
توتر دبلوماسي وتصعيد ميداني
وأشارت الصحيفة إلى أن التوتر بين حميدتي والمبعوث الأمريكي تصاعد خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، عقب إخفاق واشنطن في إيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر المحاصرة، ما أثار استياء الجيش السوداني.
ورغم ذلك، بدأت الاتصالات المتزايدة بين بولس ومجلس السيادة تُثمر نتائج عملية، تمثلت في موافقة الخرطوم الشهر الماضي على نشر عناصر من الاستخبارات الأمريكية في بورتسودان، في خطوة تُعد أول انفتاح أمني على واشنطن منذ اندلاع الحرب، وسط توقعات بتحركات أمريكية أوسع، خاصة في ملف العقوبات الاقتصادية.
كما كشفت المصادر أن واشنطن كانت قد طرحت، منذ اللقاء الأول بين البرهان وبولس في جنيف في 11 أغسطس، خطة لإرسال وفد من رجال الأعمال الأمريكيين، يضم شركات تعدين واستثمار، إلى ساحل البحر الأحمر لتعزيز التعاون الاقتصادي. غير أن المبادرة لم تُنفذ حتى الآن، ما أثار امتعاضًا داخل مجلس السيادة، الذي يرى في الزيارة فرصة لإعادة بناء الثقة مع واشنطن وتحقيق مكاسب اقتصادية تدعم موقف البرهان.
0 تعليق