سلطت إذاعة فرنسا الدولية «RFI» الضوء على القمة الأولى من نوعها بين الاتحاد الأوروبى ومصر، التى انطلقت فى بروكسل أمس، مؤكدة أن انعقادها يعد محطة محورية فى مسار العلاقات بين الجانبين، وبداية ثلاثة أيام من الدبلوماسية المكثفة فى العاصمة البلجيكية.
وتحت عنوان: «الاتحاد الأوروبى ومصر يسعيان إلى تعزيز العلاقات فى قمة بروكسل بشأن غزة ومحادثات الهجرة»، قالت الإذاعة فى تقرير لها، إن الاستقبال الحافل للرئيس عبدالفتاح السيسى قبل القمة الأوروبية الاعتيادية واجتماع «تحالف الراغبين» بشأن أوكرانيا، يعكس المكانة المتزايدة التى باتت تحظى بها القاهرة على الساحة الأوروبية.
وأضافت الإذاعة أن المحادثات بين الجانبين تهدف إلى «تعزيز الشراكة الاستراتيجية» التى أُعلن عنها العام الماضى، مع التركيز على ملفات التجارة والهجرة والاستقرار الإقليمى.
وذكرت أنه وفقًا لجدول الأعمال المُرسل إلى عواصم الاتحاد الأوروبى، لا تزال أوروبا الشريك التجارى الرئيسى لمصر، حيث تُمثل حوالى ربع تجارة البلاد.
وسلطت الضوء على ركيزة «الهجرة والتنقل» فى الشراكة، حيث ستهيمن الهجرة على المناقشات الأوروبية الأوسع نطاقًا اليوم، ونقلت الإذاعة فى السياق تأكيد رئيس المجلس الأوروبى أنطونيو كوستا تقدير الاتحاد الأوروبى دور مصر فى تحقيق الاستقرار الإقليمى وجهودها المتواصلة فى الوساطة بين الأطراف المتنازعة فى غزة.
وتوقعت أن تشمل المناقشات ملفات دور حركة حماس والوضع فى الضفة الغربية والأزمة الإنسانية فى غزة، مشيرة إلى أن القمة ترتبط مباشرة باجتماع المجلس الأوروبى المقرر عقده اليوم، حيث سيطرح الوضع فى غزة مجددًا، استنادًا إلى تبادل وجهات النظر مع الرئيس السيسى.
ويرى القادة الأوروبيون- وفقًا للتقرير- أن اتفاق وقف إطلاق النار الحالى يمكن أن يمهّد الطريق لإحياء مسار حل الدولتين الذى لا يزال يحظى بدعم أوروبى قوى.
وأوضحت الإذاعة أن القاهرة ترى فى القمة فرصة لترسيخ الشراكة التى وقعت عام ٢٠٢٤، والتى تشمل مجالات السياسة والاقتصاد والأمن.
وذكرت أن الرئيس السيسى يركز على تعزيز مكانة مصر كوسيط لا غنى عنه فى جهود السلام بالشرق الأوسط، قائلة: «تجلى تأثير الزعيم المصرى جليًا فى قمة شرم الشيخ للسلام الأخيرة، التى جمعت نحو ٣٠ رئيس دولة وحكومة لمناقشة قضية غزة».
وأضافت: «يرى المراقبون فى القاهرة أن السيسى يعتزم الاستفادة من هذا الزخم وتعزيز دور مصر كقوة براجماتية قادرة على الحوار مع جميع الأطراف».
وفى الشق الاقتصادى، ذكرت الإذاعة أن الاقتصاد المصرى بدأ يُظهر مؤشرات تحسن أولية مع انخفاض التضخم وانتعاش العملة المحلية، لكنه لا يزال بحاجة إلى استثمارات أوروبية ضخمة لدعم مسار التعافى.
من جانبهم، يرى قادة الاتحاد الأوروبى فى مصر شريكًا قيمًا ورئيسيًا فى مجالات الطاقة والبنية التحتية والمشروعات الصناعية، وفق التقرير.
كما أشارت الإذاعة إلى أن مصر تقدم نفسها كشريك موثوق فى ملف الهجرة، حيث تمكنت خلال السنوات الأخيرة من الحد بشكل شبه كامل من عمليات الهجرة غير النظامية من سواحلها الشمالية.
وقالت: «يمنح هذا السجل الرئيس السيسى أفضلية فى المحادثات مع الشركاء الأوروبيين الذين يتزايد حرصهم على إظهار قدرتهم على السيطرة على طرق الهجرة».
وأكدت الإذاعة أن القمة تمثل لحظة توافق استراتيجى بين بروكسل والقاهرة، حيث تسعى أوروبا للاستفادة من نفوذ مصر الإقليمى وقدرتها على احتواء التوترات فى الشرق الأوسط، فيما تتطلع القاهرة إلى أوروبا كشريك رئيسى فى الاستثمار، والدعم الدولى، والاعتراف بدورها القيادى فى تحقيق الاستقرار الإقليمى.
ومن المتوقع أن تُعلن المفوضية الأوروبية عن حزمة دعم بقيمة ٧٥ مليون يورو لدعم التعاون الاقتصادى مع القاهرة.
0 تعليق