في خطوة وُصفت بأنها تحول جذري في مستقبل تصفح الإنترنت، أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق متصفحها الجديد ChatGPT Atlas، المدعوم بالكامل بالذكاء الاصطناعي، في محاولة واضحة لمنافسة جوجل كروم وهيمنته الطويلة على سوق المتصفحات.

إطلاق تدريجي ومتعدد المنصات

كشفت OpenAI أن ChatGPT Atlas سيُطرح أولًا لمستخدمي macOS، على أن يتوفر لاحقًا لمستخدمي Windows وiOS وAndroid، مع ميزة لافتة وهي أن المتصفح سيكون متاحًا للمستخدمين المجانيين منذ الإطلاق. ويُعتبر هذا التحرك جزءًا من استراتيجية OpenAI لتوسيع حضورها في المجال الرقمي بعد النجاح الكبير الذي حققته منصة ChatGPT.

ثورة جديدة في عالم التصفح

تأتي هذه الخطوة وسط سباق محموم بين شركات التكنولوجيا لتطوير متصفحات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بعد أن أصبح المستخدمون يعتمدون بشكل متزايد على روبوتات المحادثة والأنظمة الذكية في البحث وإنجاز المهام.
وتسعى OpenAI إلى تقديم تجربة مختلفة من خلال دمج ChatGPT في جوهر المتصفح نفسه، بحيث يمكن للمستخدمين الدردشة مباشرة مع نتائج البحث، تمامًا كما في أدوات مثل Perplexity أو الوضع الذكي في Google Search.

ميزات “المساعدة” والتخصيص الذكي

أوضح آدم فراي، كبير مسؤولي المنتجات في OpenAI، أن Atlas سيتضمن ميزة مبتكرة تُعرف باسم "المساعدة"، وهي لوحة جانبية تفاعلية تُضيف سياقًا تلقائيًا لما يظهر على الشاشة دون الحاجة إلى نسخ أو لصق النصوص يدويًا.
كما سيحتوي المتصفح على "سجل تصفح ذكي"، يسمح لـ ChatGPT بتذكّر المواقع والأنشطة السابقة لتحسين جودة الردود وتخصيص التجربة لكل مستخدم على حدة.

وضع الوكيل لأتمتة المهام

إضافةً إلى ذلك، يقدم ChatGPT Atlas ميزة "وضع الوكيل"، الذي يتيح للذكاء الاصطناعي تنفيذ مهام التصفح البسيطة تلقائيًا نيابةً عن المستخدم، مثل البحث، وتنظيم المعلومات، وملء النماذج. هذه الميزة ستكون متاحة في البداية فقط لمشتركي ChatGPT Plus وPro وBusiness.

رؤية OpenAI لمستقبل الإنترنت

وفي تصريحات خلال مؤتمر DevDay، قال نيك تورلي، رئيس ChatGPT، إن إطلاق Atlas مستوحى من الطريقة التي غيرت بها المتصفحات مفهوم نظام التشغيل، معتبرًا أن ChatGPT يمثل ثورة مشابهة في طريقة تفاعل البشر مع المعلومات.
وأشار إلى أن الهدف من Atlas هو دمج الذكاء الاصطناعي مباشرة في تجربة التصفح اليومية، مما يحول الإنترنت إلى مساحة أكثر ذكاءً وسلاسة في الأداء.