مع انتشار أمني مُكثف.. متطوعون يُشاركون في تأمين احتفالات الليلة الختامية بمولد الحسين

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

واصل محبو أل البيت التوافد علي مسجد سيدنا الحسين للاحتفال بـ الليلة الختامية لمولد الحسين 2025، وسط أجواء احتفالية كبيرة من جانب الطرق الصوفية التى انخرطت في حلقات المدح والذكر.

وأضاف شيخ الطريقة "الجازولية": الاحتفال يعكس رسالة التصوف فى المحبة والوسطية، وإظهار رسالة الطرق الصوفية فى مصر بأنها جامعة لا فِرق فيها، من خلال تواصل المريدين من مختلف محافظات الجمهورية، وتأكيد الانتماء الوطنى والشرعى فى آنٍ معًا.

ونبه كذلك إلى أهمية مولد الحسين والموالد بصفة عامة فى تعزيز حضور الطريقة داخليًا وخارجيًا، من خلال حلقات الذكر والإنشاد، ونشر التعاليم والجلسات الصوفية التى تربّى على الأخلاق والروحانية.

 

وقال علاء الدين أبوالعزائم، شيخ الطريقة العزمية عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن مولد الإمام الحسين هو مناسبة لترسيخ مفهوم المحبة النقية، وتوحيد الصف الوطنى، وإبراز سماحة الإسلام.

 

وأضاف «أبوالعزائم»: «نفتح الساحات والمقار فى كل محافظات الجمهورية احتفاءً بهذه الذكرى، التى تؤكد محبتنا لآل البيت والصالحين، وكذلك كرد على التطاول الذى طال السيد أحمد البدوى، من التيارات السلفية المتشددة التى تحارب أولياء الله».

 

وواصل شيخ الطريقة العزمية: «الطريقة تبرز فى احتفالاتها أن التصوّف ليس حالة انزواء، بل مشاركة إيجابية فى المجتمع، وأنه يلعب دورًا مهمًا وكبيرًا فى الحفاظ على الوطن من جماعات التطرف والإرهاب، كما أن الاحتفال يعزّز معانى الوحدة الوطنية والتعايش، والذِّكر والإنشاد وجلسات المحبة تعتبر من أدوات السلم الاجتماعى، فى مقابل الخطاب التطرفى الذى يستنكره الجميع.

 

وكشفت مصادر بالطرق الصوفية أن أجهزة الأمن أعدت خطتها المحكمة لتأمين الاحتفالات وجميع الساحات والخدمات التى تنظمها الطرق الصوفية فى منطقة الأزهر والحسين، مشيرة إلى تشكيل لجان شبابية تطوعية لتأمين المشاركين وتنظيم الفعاليات، فى مشهد يعكس تضافر الجهد الروحى بالانضباط المجتمعي.

 

ويأتى هذا التحرك ضمن خطة أوسع تنتهجها الطرق الصوفية لتقديم نموذج حضارى وفعّال فى إدارة المناسبات الدينية الكبرى، بعيدًا عن العشوائية، ومنعًا لأى مظهر من مظاهر الفوضى أو الاستغلال.

 

وتعمل هذه اللجان تحت إشراف مباشر من شيوخ الطرق الصوفية، وبتنسيق مع الجهات المعنية، وتهدف إلى تنظيم حركة الزوار داخل الساحات والمقرات والمواكب وتأمين النساء والأطفال ومنع أى حالات تحرّش أو مضايقة.

 

اعتبر الدكتور أيمن حمدى الأكبرى، شيخ الطريقة الأكبرية الحاتمية، أن الاحتفال بمولد الإمام الحسين يعد «فرصة لتجديد العهد مع القيم النبوية الأصيلة من حب ورحمة وتسامح»، مشيرًا إلى أن «الإمام الحسين كان مدرسة فى الثبات على الحق، والتمسك بالمبادئ مهما كانت التضحيات.

وقال: «ينبغى أن نتذكّر أن منة الله تعالى على هذه الأمة تجلّت فى وجود آل بيت رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، فهم ذخيرة لهذا الدين، ووسيلة للترابط الروحى والأخلاقى بين المسلمين، وأن حبّهم والتمسّك بهم ليس غلوًّا، بل اعتراف بمكانتهم، وتوجيه لقلوب المؤمنين نحو الفضائل التى جسّدوها.

وأضاف: «أما بالنسبة لمولد الإمام الحسين، فهو مظهر من مظاهر التعبد الجماعى التى ركّزت عليها الشريعة فى التشجيع على الذكر والتأكيد على القيم، والصبر على البلاء، والتصدّق على المحتاجين، والحفاظ على الأخوّة بين المسلمين، وما دامت هذه الاحتفالات تُنظّم فى إطار شرعى، وتتجنب الممارسات الغريبة أو الخارجة عن الشرع، فهى فرصة تذكير وتزكية للنفس بفضل الله ونعمه.

وأشار إلى أن التراث الإسلامى، ضمن إرشاد مؤسسة الأزهر الشريف، يرى أن الاعتراف بمكانة آل البيت والاحتفال بذكراهم ومناسباتهم يعتبر نوعًا من الاحترام والتعظيم الذى يحفّز المؤمن على الاقتداء بسيرتهم، والتمسّك بخُلقهم، لا إلى تجاوز ذلك. 

وتابع: «واجبُنا أن نُحيى ذكرهم بقلوب خاشعة، ونعيد صياغة ما كان يميزهم من إخلاص لله، خدمة للخلق، وإصلاح بين الناس، ولا يجب أن نخالف الشرع الشريف فى أى احتفال خاص بهم.

 

شدد الشيخ عبدالخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية وعضو المجلس الأعلى للصوفية، على أن مولد الإمام الحسين ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو تجلٍ لحب لا ينقطع لآل البيت، الذين قال فيهم النبى، صلى الله عليه وسلم:   أذكركم الله فى أهل بيتهم.

وقال إن الطرق الصوفية تشارك فى هذه الذكرى الجليلة بإقامة الحضرات، وتلاوة الأوراد، وتنظيم مواكب المحبين التى تجوب الشوارع المحيطة بالحسين، وهى تحمل مشاعل النور، وتلهج بالأذكار والصلوات.

وأشار إلى أن الطريقة الشبراوية بدأت، مبكرًا، استعداداتها للاحتفال السنوى بمولد الإمام الحسين، الذى يُعد من أبرز المناسبات الدينية لدى الطرق الصوفية، بمقرها بشارع صلاح سالم، بحضور الآلاف من مريديها وأتباعها، حيث تنظم مجالس ذكر وقراءة قرآن ودروس علمية طوال أيام المولد، فى فضل محبة آل البيت والصالحين.

 

رأى الدكتور سيد مندور، نائب الطريقة السمانية، إن الطرق الصوفية فى مصر وسائر العالم الإسلامى ستظل ثابتة على موقفها وطريقتها فى الاحتفاء بآل البيت، لأنها ليس بدعة، بل تعبير عن المحبة، معتبرًا أن ذلك «من صميم الشريعة قبل أن يكون من تقاليد التصوف.

وقال: «رغم محاولات التشويه المستمرة التى يمارسها بعض المتشددين تجاه موالد آل البيت، والهجوم على مولد السيد أحمد البدوى، فإن مشايخ وأتباع الطرق الصوفية يوجهون رسائل واضحة، ورصينة، وذات طابع فكرى وروحى، إلى من يهاجمون الموالد والاحتفالات الدينية، مفادها أن الفرح بآل البيت والأولياء ليس شركًا بل شُكرًا.

وأضاف: «نحتفل بآل البيت حبًا فيهم، لا عبادةً لهم، ونُعظِّم مَن عظَّمه الله، ونجعل من ذكراهم بابًا للتقرب لا للتقديس، وموالد آل البيت تُذكّر الناس بسير عطرة لأهل بيت النبى، صلى الله عليه وسلم، الذين عاشوا فى طاعة الله وجاهدوا فى سبيل الحق، والاحتفال بهم لا يخرج عن إطار ما فعله النبى نفسه، حين كان يصوم يوم الإثنين (لأنه يوم وُلد فيه)، فالاحتفال بمولد ولى من أولياء الله من هذا الباب تذكير بنعمة روحية، لا صنم يُعبد.

وتابع: «التوسّل بالأولياء والصالحين ليس عبادة، والدعاء عند القبور لا يعنى الشرك، والصوفيون يفرقون بوضوح بين التوسل والعبادة، فمن دعا الله عند مقام أحد الصالحين فهو لا يعبد المقبور، بل يستبشر بدعائه عند أهل الفضل، كما فعل الصحابة عند قبر النبى، صلى الله عليه وسلم، وقد أفتى بذلك عدد كبير من العلماء، ومنهم الإمام الشافعى الذى قال: كنت أزور قبر أبى حنيفة وأدعو عنده، فيُستجاب لى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق