أحمد عنتر مصطفى: "العقاد" صاحب الجذر الأول فى تكوينى الفكرى

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهد قصر ثقافة الجيزة، لقاء أدبيا احتفاء بالشاعر أحمد عنتر مصطفى، ضمن فعاليات برنامج "العودة إلى الجذور"، الذي تنظمه هيئة قصور الثقافة، في إطار برامج وزارة الثقافة للاحتفاء برموز الإبداع الأدبي والفكري.

مسعود شومان: عنتر مصطفى صوت شعري فريد

وعن تجربة الشاعر أحمد عنتر مصطفى قال، الشاعر مسعود شومان: “نلتقي اليوم مع صوت شعري فريد، ظل طوال رحلته يفتش عن المعنى في تفاصيل الحياة، ويستخرج الشعر من نبض الحروف واستلهامات الثقافة العربية، فاستطاع أن يكون وجدانا ورؤية وفلسفة حياة”.

وأضاف أن هذه الرؤى تجلت في عدد من دواوينه، منها: أغنيات دافئة على الجليد، حكاية المدائن المعلقة، أبجدية الموت والثورة، مأساة الوجه الثالث، مرايا الزمن المعتم، والذي لا يموت أبدا.

وتابع قائلا: إن الشاعر منذ بداياته كتب قصيدته كمن يفتح نافذة على الروح المصرية والعربية، فكانت لغته تجمع بين الشجن وعمق الرؤية الإنسانية.

شخصية الشاعر النقدية والبحثية تميزت باتفاقها مع الاتجاه النقدي

من ناحيته، وقدم الناقد يوسف نوفل قراءة تحليلية لأسلوب الشاعر أحمد عنتر مصطفى، مؤكدا تفرد لغته وصوره الفنية، وذلك من خلال دراسة نقدية بعنوان "أحمد عنتر مصطفى الشاعر الناقد/الناقد الشاعر".

وقال: يعد مصطفى واحدا من الشعراء المبدعيون، كما ورد في كتاب "الشعر والتأويل"، فهو شاعر منذ مطلع الستينيات، زامل وصادق أبناء جيله وأبناء جيلين سابقين مثل أحمد عبد المعطي حجازي ومحمد إبراهيم أبو سنة وغيرهما، وقد تصدر المشهد الشعري العربي، واحتل موقعه بين شعراء اليقين القومي المتشبث بالتراث العربي.

وأشار إلى أن مجلة الآداب البيروتية الشهيرة احتفت به بنشر أربعة عشر مقطعا من القصيدة المطولة "أبجدية الموت والثورة بالشرح والتحليل" في افتتاحية المجلة بالصفحة الأولى من عددها الصادر عام 1983.

كما أوضح أن شخصية الشاعر النقدية والبحثية تميزت باتفاقها مع الاتجاه النقدي الموضوعي السائد في الدراسات الأكاديمية، من خلال نظرته العلمية المنهجية المتأثرة بموقف العقاد النقدي الذي أعجب به منذ مراحل تكوينه الثقافي الأولى، وهو في الرابعة عشرة من عمره، فيما كتبه العقاد عن أحمد شوقي.

وتناول الدكتور أحمد يوسف ظاهرة التناص في شعر أحمد عنتر مصطفى مع روائع التراث العربي، وخاصة مع أحمد شوقي والمتنبي، مبرزا ملامح التأثر والاختلاف بين التجارب.

كما استعرض تفاصيل ديوان "هكذا تكلم المتنبي"، مشيرا إلى أنه اطلع عليه خلال مشاركته في لجنة تحكيم جائزة البابطين في إحدى دوراتها، حيث طلب منه تقييم هذا الإنتاج الشعري الغزير، وقدم عنه تقريرا مفصلا اعتمد فيه على ثلاثة معايير وهي: أنطولوجيا الشعر، ورؤية الوجود المتحقق في الديوان، وأخيرا شعرية الشاعر ليحقق رؤيته في هذه الأنطولوجيا الشعرية،

ومن جانبه تناول الناقد دكتور حسام جايل، في كلمته الجوانب النقدية التي أهلت الشاعر الكبير للحصول على جائزة الشعر العربي، مؤكدا أنه يمثل أحد الأصوات المميزة في المشهد الشعري المعاصر.

وأشار إلى براعة مصطفى في ديوانه "هكذا تكلم المتنبي"، باعتباره من أبرز تجلياته الشعرية، وانتقل للحديث عن أبرز المواقف التي جمعته بالشاعر منذ تسعينيات القرن الماضي، حين كان مقررا لجماعة الشعر بالكلية، مؤكدا أنه مبدع كبير، حكاء، وعاشق للتراث يتمتع بذاكرة قوية.

كما تحدث عن كتاب شوقي للشاعر أحمد عنتر مصطفى، موضحا أنه تميز بالإبداع النقدي ويعد من الموجة الثالثة لشعر التفعيلة.

أحمد عنتر مصطفى: "العقاد" صاحب الجذر الأول في تكويني الفكري

وفي كلمته، تحدث أحمد عنتر مصطفى عن العوامل التي أثرت في شخصيته وكتاباته، وفي مقدمتها مدرسوه ووالدته، إلى جانب تأثره بالعقاد الذي يعتبره الجذر الأول في تكوين فكره.

كما استعاد ذكرياته مع الشاعر محمد أبو دومة حين اتفقا على الذهاب معا إلى مجمع اللغة العربية بشارع مراد ليدخلا خلسة إلى داخله لرؤية العقاد وهو ينزل من سيارته، مؤكدا أن شغفه به قديم منذ الصغر، وازداد عند وفاة العقاد، حيث ذهب إلى محطة القطار بالجيزة ليلقي النظرة الأخيرة على الجثمان قبل نقله إلى موطنه بأسوان.

واختتم اللقاء بتكريم الشاعر الكبير بمنحه درع الهيئة العامة لقصور الثقافة وشهادة تقدير، نظرا لمشواره الابداعي، واسهاماته في الحياة الثقافية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق