نغمة الشفاء.. كيف تُخفف الموسيقى الألم وتُسرّع التعافي بعد الجراحة؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتزايد الأدلة العلمية التي تُظهر أن الموسيقى ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل تمتلك تأثيرًا ملموسًا على الجسم والعقل، خاصة في أوقات الألم والتعافي بعد العمليات الجراحية. 

فقد أظهرت دراسات حديثة أن الاستماع إلى الموسيقى المفضلة لدى المرضى يُخفف من شعورهم بالألم، ويُقلل حاجتهم إلى المسكنات، كما يُسهم في تحسين المؤشرات الحيوية مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم.

نغمة تكسر دائرة الألم والتوتر


في بيئة المستشفيات المليئة بالقلق والأصوات الطبية المزعجة، تبرز الموسيقى كعنصر مهدئ قادر على كسر دائرة القلق والألم والتوتر. 

فالعزف أو الغناء مع المرضى يساعدهم على تشتيت الانتباه عن الألم، ويمنحهم شعورًا بالراحة والسيطرة على مشاعرهم.

 العديد من المرضى الذين خضعوا لجلسات موسيقية لاحظوا تحسنًا في حالتهم العامة، وتراجعًا في رغبتهم باستخدام المسكنات القوية، إلى جانب إحساس أكبر بالهدوء والاطمئنان.

كيف تُخفف الموسيقى الألم؟


يُعدّ الألم تجربة معقدة تتداخل فيها الجوانب الجسدية والعاطفية والنفسية.

وتُظهر الدراسات أن الدماغ يتفاعل مع الموسيقى بطريقة تُخفف من الإشارات العصبية المرتبطة بالألم، إذ تنشط الموسيقى مناطق في الدماغ مسؤولة عن المتعة والمكافأة، مما يُقلل الإحساس بالمعاناة.

 كما أن الموسيقى تُساعد على إفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين والإندورفين، اللذين يُخففان التوتر ويزيدان من قدرة الإنسان على التحمل.

الموسيقى المفضلة.. مفتاح التأثير


من المثير أن نوع الموسيقى ليس العامل الأهم في التأثير العلاجي، بل مدى ارتباط الشخص بها عاطفيًا. 

فقد أكدت دراسات على مئات المشاركين أن الأغاني المألوفة والمحببة تُحدث أكبر أثر في تخفيف الألم، مقارنة بالاستماع إلى موسيقى عشوائية أو محتوى صوتي آخر. 

ويُرجع الخبراء ذلك إلى أن الموسيقى التي يختارها المريض بنفسه تُفعّل الذكريات الإيجابية وتُشعره بالتحكم في حالته، وهو ما يعزز الإحساس بالأمان والقدرة على مقاومة الألم.

من الغناء إلى التعافي


أصبح دمج الموسيقى في برامج الرعاية الصحية جزءًا من توجه عالمي نحو "العلاج بالموسيقى"، الذي يعتمد على توظيف الإيقاعات والألحان لتحسين الحالة النفسية والجسدية للمرضى.

سواء كان ذلك عبر سماعات الأذن أو بعزف مباشر في غرف المستشفيات، تُثبت التجربة أن نغمة هادئة قد تكون أحيانًا أكثر فاعلية من أقوى الأدوية في تهدئة الألم وتسريع التعافي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق