دعا نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني منذر بودن، إلى مراجعة شاملة لأسلوب عمل المجموعة الاستشارية الرفيعة المستوى لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
مشددًا على ضرورة الانتقال من الخطاب التقليدي إلى منهج أكثر فاعلية وشمولية، يعيد رسم أولويات التعاون في منطقة الساحل.
وجاء ذلك في مداخلة مؤثرة خلال اجتماع المجموعة الاستشارية الرفيعة المستوى لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، الذي خصّص لمناقشة علاقة التغيرات المناخية بظاهرة التطرف والإرهاب.
وأكد بودن أن الجزائر، بحكم موقعها الجغرافي وعمقها الإفريقي، تتأثر بما يجري في منطقة الساحل سلبًا وإيجابًا. معتبرًا أن استقرار المنطقة يمثل أولوية استراتيجية تمس الأمن الإقليمي برمته.
وبلهجة نقدية صريحة، حمّل بودن الدول الاستعمارية السابقة مسؤوليتها التاريخية عن تخلف البنى التحتية في المنطقة. داعيًا إياها اليوم إلى المساهمة الفعلية في بناء الطرق والموانئ وخطوط السكك الحديدية والمطارات التي تربط دول الساحل بالمحيطين الأطلسي والمتوسطي. بدل الاكتفاء باستنزاف مواردها الطبيعية.
كما دعا إلى توسيع عضوية المجموعة الاستشارية وفتحها أمام شركاء جدد لتعزيز حضورها وتأثيرها. مؤكدًا أن التنمية لا يمكن أن تبقى شأنًا محليًا ضيقًا. بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تنسيقًا برلمانيًا ودبلوماسيًا لإقناع الحكومات بتبني سياسات واقعية وشاملة تجاه المنطقة.
وختم بودن بالتأكيد على أن الهجرة غير الشرعية لا تواجه بالحلول الأمنية وحدها. بل من خلال تحقيق التنمية الشاملة ومحاربة التهميش بنفس الآليات التي تواجه بها ظاهرة الإرهاب. لأن الأمن الحقيقي يبدأ من الاستثمار في الإنسان وبناء الأمل في أوطانه.
0 تعليق