يُعد رجل الأعمال ياسين منصور واحداً من الأسماء البارزة التي تصدّر المشهد الإعلامي والإداري في مصر، ليس فقط لكونه عضوًا في مجموعة أعمال كبرى، بل أيضاً لدخوله المعترك الانتخابي داخل النادي الأهلي. في إطار الاستعدادات لانتخابات مجلس إدارة النادي، أعلن وجوده ضمن قائمة محمود الخطيب، وهو ما أثار اهتمام الجماهير ووسائل الإعلام. في هذا التقرير نستعرض السيرة الذاتية لياسين منصور، خلفيته الاستثمارية، دوافع ترشّحه، التحالف مع محمود الخطيب، السيناريوهات المتوقّعة، وأبعاد التأثير داخل النادي الأهلي.
2. السيرة الذاتية والخلفية الاستثمارية
2.1 النشأة والتعليم
ينحدر ياسين منصور من عائلة “منصور” المعروفة في مصر والتي أسّسها والده لطفى منصور عام 1952، وهي مجموعة متعددة الأعمال.
تعلّم في الولايات المتحدة حيث نال بكالوريوس في التمويل وتخصص فرعي في التسويق من جامعة George Washington University عام 1982.
المسار المهني
انضمّ إلى إدارة شركة العائلة عام 1986 تقريباً، وبدأ حياته المهنية في «منصور موتورز».
يشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ Palm Hills Developments (PHD) ـ أحد أبرز مطوّري العقارات في مصر.
إلى جانب ذلك، هو رئيس تنفيذي لـ El Mansour & El Maghraby Investment & Development Co. (MMID)، الذراع الاستثماري لمجموعة منصور في الاستثمار والتنمية.
تأثيره المالي والاستثماري
تحت قيادته، شركة Palm Hills لديّها أراضٍ ضخمة ومحفظة مشاريع كبيرة، وهي مدرجة في البورصة المصرية.
ثروته الشخصية تقدر بنحو 1.2 مليار دولار أمريكي في أوائل 2025.
تشمل أنشطته قطاعات العقارات، التجزئة، التعليم، الخدمات المالية، مما يعكس تنوّعاً في استثماراته.
3. بيئة الانتخابات داخل النادي الأهلي
3.1 السياق الانتخابي
تجري في نادي الأهلي المصري انتخابات مجلس إدارة في نهاية أكتوبر 2025 (الأيام 30 و31) لاختيار مجلس جديد.
كان من المتوقّع أن لا يترشّح محمود الخطيب للدورة المقبلة لأسباب صحية، أو على الأقل تردّد في خوضها، مما فتح عدة سيناريوهات.
التحالف بين الخطيب ومنصور
في 2 أكتوبر 2025، كشف مجلس الإدارة للنادي الأهلي أن قائمة الخطيب تضّم ياسين منصور في منصب نائب الرئيس.
سبق ذلك تأكيدات من الإعلام أن المنصور مرشّح لمنصب نائب الرئيس ضمن قائمة الخطيب.
رغم ذلك، شهد التحالف تعقيدات عدة منها: غياب منصور عن تقديم أوراق الترشّح بنفسه لاحترافه خارج البلاد، ما أثار بعض اللغط حول التزامه الكامل.
4. دوافع الترشّح وما يستهدفه
الدافع الشخصي والمؤسسي
منصور صرّح بأنه لا يسعى للمراكز بحد ذاتها، وإنما مصلحة النادي الأهلي تأتي أولاً، مؤكّداً أن دوره كنائب رئيس سيكون لخدمة القلعة الحمراء.
من جهة ثانية، دخوله الانتخابات يخدم أيضاً موقعه الشخصي والإداري ضمن المشهد الرياضي المصري، وتعزيز صورته داخل قطاع الرياضة وليس فقط القطاع التجاري.
ما يمكن أن يقدّمه للنادي
يمكن أن يجلب من خلفيته الاستثمارية والخبرات الإدارية رؤية تجديدية في طريقة إدارة الموارد، المشاريع، وإعادة هيكلة بعض الأنشطة التابعة للنادي.
تحالفه مع الخطيب يوفر عنصر الاستمرارية داخل القيادة، خصوصاً في مرحلة انتقال قد تشهد تغيّراً في الأسماء والمناصب.
5. التحدّيات والفرص
التحدّيات
الانتظار وعدم الحسم: موقف الخطيب لم يكن حاسماً لفترة طويلة، ما جعل السيناريوهات مفتوحة بين ترشّح الخطيب أو العكس. الشيء الذي قد يؤثّر على وضوح الخطة الانتخابية لقائمة المنصور.
غياب الموظّف عن حلبة التقديم الرسمي: غياب منصور عن تقديم الأوراق شخصياً في أحد الأيام يعطي انطباعًا لدى البعض بنقص تواجد فعلي أو التزام شخصي مباشر.
ضغط الجماهير والجمعية العمومية: أعضاء النادي الأهلي متطلّبون، وموتور الحراك الانتخابي عادة كبير، ما يعني أن كل مرشح يجب أن يمتلك برنامجًا شفافًا ليُقنع الجمعية العمومية.
الفرص
وراء المنصر فرصة لفتح صفحة جديدة داخل النادي بإدارة تجديدية، ويُعدّ وجود رجل أعمال وخبير إداري كمنصور إضافة من هذا الباب.
تحالفه مع الخطيب يمنح ثقة لدى قطاعات واسعة من جماهير الأهلي التي ترى أن الخطيب هو الضمانة للاستقرار، في حين يخشى البعض التجديد الكامل بدون رؤوس أولى.
قدرته المالية والإدارية قد تُتيح تنفيذ مشاريع للنادي الأهلي أو إعادة هيكلة بعض الأنشطة مما قد يزيد من الإيرادات ويعزّز الأداء الإداري والنادي الرياضي على حد سواء.
6. لماذا اختار الخطيب ياسين منصور نائبًا له؟
دخول رجل أعمال من هذا الوزن في صنّاع القرار داخل ناد مثل الأهلي يُعدّ رسالة مفادها أن النادي لا يكتفي بأن يكون “نادياً رياضياً فقط” بل يتحوّل إلى “مؤسسة تشغيل” بمختلف الأنشطة التجارية والإدارية.
العلاقة بين قطاع الأعمال والرياضة في مصر تتضخّم، ومنصور يمثل هذا التقاطع: حيث الأعمال الكبرى تجد في الرياضة منصة تأثير ورؤية، والرياضة تجد في رجال الأعمال إمكانات تنفيذية.
وجوده ضمن قائمة الخطيب يُعدّ أيضاً تكتيكاً انتخابياً: الجمع بين الخبرة الإدارية والاسم التجاري القوي + خبرة الخطيب في الرياضة والقيادة الجماهيرية. هذا المزيج يُنظر إليه على أنه “ضمان” لكسب الأصوات.
هل دخول ياسين منصور الانتخابات مرحلة انتقالية؟
في ضوء المعطيات المتوفّرة، يبدو أن ياسين منصور دخل سباق انتخابات النادي الأهلي ليس باعتباره مرشحاً عاديّاً، بل كجزء من تحالف استراتيجي يقوده محمود الخطيب لإدارة مرحلة انتقالية. إن فوز هذا التحالف سيضع على عاتقه مهمة كبيرة: تحقيق التوازن بين الطموح الرياضي والجماهيري وبين الأداء المالي والإداري للنادي.
إذا ما فاز، يُتوقع أن يتمّ تكليف المنصور بأدوار إدارية تنفيذية وعملية أكثر من الجانب الرياضي البحت، وربما العمل على مشاريع استثمارية للنادي أو إعادة بناء بعض الأنشطة
0 تعليق