كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، كواليس سرقة متحف اللوفر في قلب العاصمة الفرنسية باريس صباح أمس الأحد، على يد أربعة لصوص حيث وقع الحادث في الساعة 9:30 صباحًا، بعد مرور 30 دقيقة فقط على فتح المتحف أبوابه للجمهور.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة، تمكن اللصوص من الوصول إلى معرض أبولون في الطابق الأول، الذي يضم بعضًا من أندر المجوهرات في تاريخ فرنسا، من بينها التاج الماسي للإمبراطورة يوجيني وزخارف الياقوت الملكية.
استخدم اللصوص في سرقة متحف اللوفر سلمًا كهربائيًا بسيطًا للوصول إلى المبنى، حيث بدأوا في تحطيم النوافذ وتكسير الألواح الزجاجية باستخدام أدوات حادة.
سرقة مجوهرات تاريخية من متحف اللوفر
من بين حادث سرقة متحف اللوفر بباريس كانت قلادة ملكية تعود للملكة ماريا أمليا والملكة هورتنس، مكونة من ثمانية ياقوتات و631 ماسة، بالإضافة إلى ذلك، تمت سرقة تاج الإمبراطورة يوجيني، زوجة نابليون الثالث، الذي يحتوي على ما يقرب من 2000 ماسة.
وعلى الرغم من أن اللصوص تمكنوا من الهروب عبر الدراجات النارية، إلا أنهم تركوا تاج الإمبراطورة يوجيني خلفهم، بعد أن فروا بسبب تدخل عناصر الأمن في المتحف، وقد تم استرجاع التاج، لكن تعرض لبعض الأضرار.
أعلنت السلطات الفرنسية فتح تحقيق شامل في السرقة التي وصفها وزير الداخلية لوران نونيز بأنها عملية نفذها مجرمون محترفون.
وتستمر تحقيقات سرقة متحف اللوفر الفرنسي لمعرفة ما إذا كانت القوى الأجنبية وراء تنفيذ هذه السرقة أو إذا كانت هذه العصابة تعمل بناءً على طلب طرف آخر. المدعية العامة في باريس، لور بيكو، أشارت إلى أن التحقيقات لا تستبعد إمكانية وجود "قوى أجنبية" وراء الجريمة، مضيفة أن الحكومة الفرنسية واثقة من استعادة الأعمال الفنية المسروقة.
وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن المتورطين في السرقة سيواجهون العدالة قريبًا.
خلل في نظام الأمن الفرنسي
بعد حادث سرقة متحف اللوفر، أصدرت وزارة الثقافة الفرنسية بيانًا أكدت فيه أن نظام الإنذار في المتحف كان يعمل بشكل صحيح، وأن الإنذارات قد تم تفعيلها فور وقوع السرقة.
ومع ذلك، كانت السرقة سريعة جدًا ومخططًا لها بعناية شديدة، ما يثير التساؤلات حول فعالية النظام الأمني في المتحف، وفي الوقت الذي كانت فيه 5 عناصر أمنية فقط موجودة في المعرض خلال وقوع الحادث، ما مكن اللصوص من التسلل بسهولة.
وكشف التحقيق أن سرقة متحف اللوفر حدثت في فترة كانت فيها القوة الأمنية غير مكتملة، حيث كانت أربعة عناصر فقط متاحة أثناء فترة الاستراحة الصباحية القصيرة التي استغلها اللصوص.
وأشارت الصحيفة الفرنسية، إلى أن هذه السرقة ليست الحادثة الأولى من نوعها في فرنسا، فخلال السنوات الأخيرة، شهدت المتاحف الفرنسية عدة عمليات سرقة مشابهة. ففي عام 2010، شهد متحف الفن الحديث في باريس سرقة خمسة لوحات ثمينة، ولا تزال تلك الأعمال مفقودة حتى اليوم.
كما تشير التقارير إلى أن المتاحف الفرنسية شهدت زيادة في عمليات السرقة في الآونة الأخيرة، بما في ذلك سرقة 6 كيلوجرامات من الذهب من متحف التاريخ الطبيعي في باريس في سبتمبر 2025.
0 تعليق