كتب منتخب الشباب المغربي تحت 20 عامًا فصلًا جديدًا من إنجازات الكرة المغربية، وسط تجاهل كبير من المسؤولين عن الرياضة في مصر، الذين تفرغوا لوضع المبررات لكل فشلٍ يصيب الكرة المصرية على مختلف المستويات، دون محاولة لتغيير الواقع أو تصحيح الأوضاع أو حتى السعي لتقليد التجربة المغربية أو مضاهاتها على جميع الأصعدة.

وتُوِّج منتخب المغرب للشباب بلقب بطولة كأس العالم لأول مرة على مستوى إفريقيا والعالم العربي، بعد مسيرة حافلة ومشرّفة لهذا الفريق، بدأت من بطولة شمال إفريقيا التي أُقيمت على ملعب هيئة قناة السويس بالإسماعيلية، حين حقق الفريق الفوز على منتخب مصر في بداية مشواره بالبطولة المجمّعة التي حصد لقبها شباب المغرب على حساب أصحاب الأرض.

وكرر المنتخب المغربي فوزه على شباب الفراعنة في بطولة أمم إفريقيا في المباراة التي جمعتهما في نصف النهائي، ليتأهل إلى نهائي البطولة تحت 20 سنة، ويحجز مقعده في مونديال تشيلي، حيث قدّم أداءً رائعًا تُوّج في نهايته باللقب العالمي.

وعلى مستوى المنتخب الأول، سار أسود الأطلس على أرضٍ صلبة وحققوا إنجازات غير مسبوقة في بطولة كأس العالم 2022 التي أُقيمت في قطر، إذ فازت المغرب على البرتغال في دور الثمانية لتصبح ضمن الأربعة الكبار في العالم، كأول دولة عربية وإفريقية تحقق هذا الإنجاز التاريخي.

أول منتخب عربي يحرز ميدالية أولمبية

أما على مستوى المنتخب الأولمبي، فقد تمكن المنتخب المغربي من تحقيق فوزٍ عريض على مصر في دورة باريس الأولمبية بنتيجة 6-1، لتصبح المغرب أول دولة عربية وثالث دولة إفريقية تفوز بميدالية كروية أولمبية.

وعلى مستوى المنتخبات المحلية التي تشارك في بطولات إفريقيا، فازت المغرب في كينيا على مدغشقر لتتوج للمرة الثالثة بطلةً لأمم إفريقيا للمحليين، في الوقت الذي خرجت فيه مصر من التصفيات أمام جنوب إفريقيا.

أما على مستوى الناشئين، فقد فاز منتخب المغرب على مالي في البطولة التي أُقيمت في أبريل الماضي بالمغرب، ليُتوج بلقب بطولة أمم إفريقيا تحت 17 سنة للمرة الثانية في تاريخه.

ولم تتوقف إنجازات الكرة المغربية خلال العامين الماضيين عند هذا الحد، بل امتدت إلى الكرة النسائية وكرة الصالات، حيث فازت المغرب على كولومبيا وتأهلت إلى دور الـ16 من كأس العالم للسيدات في أستراليا ونيوزيلندا في أول مشاركة مغربية في التاريخ، كما فازت على أنجولا على أرضها لتصبح للمرة الثالثة على التوالي بطلة أمم إفريقيا لكرة الصالات.

كل هذه الإنجازات دفعت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى الإقرار بظهور قوة كروية جديدة في شمال إفريقيا، ليقرر ضم المغرب إلى إسبانيا والبرتغال لاستضافة مونديال 2030، كما افتتح الفيفا في العاصمة المغربية الرباط أول مكتبٍ له في القارة الإفريقية، ليكون مسؤولًا عن تنمية اللعبة واكتشاف المواهب في 54 دولة إفريقية.