بعد سرقته .. تعرف على كنوز متحف اللوفر أيقونة الحضارة الفرنسية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يُعدّ متحف اللوفر في باريس أحد أعظم رموز الحضارة الإنسانية، وبيتاً للفنون التي تختزل ذاكرة الشعوب وتاريخ الإنسان منذ آلاف السنين.

 منذ افتتاحه بعد الثورة الفرنسية، تحوّل اللوفر إلى القلب الثقافي للعالم.

يستقبل متحف اللوفر ملايين الزوار سنوياً، ويقدّم بانوراما شاملة للفن والتاريخ من أقدم العصور حتى يومنا هذا. 
هذا الصرح الفريد لا يمثل مجرد متحف، بل روح فرنسا نفسها، ووجهها الثقافي أمام العالم.

كنوز فنية لا تُقدّر بثمن

يحتوي اللوفر على أكثر من ثلاثمائة وثمانين ألف قطعة أثرية، من بينها قطع مصرية قديمة، وآثار يونانية ورومانية، وتحف من الفنون الإسلامية، إلى جانب روائع عصر النهضة مثل لوحة “الموناليزا” و”انتصار ساموثريس”.


ومن أبرز أجنحته قاعة أبُولون، تلك القاعة الفخمة التي تلمع تحت قبتها مجوهرات التاج الفرنسي، تيجان وأساور وعقود من الماس والزمرد صُنعت في عصور الملوك والإمبراطورات، لتجسد ترف القصور وأناقة فرنسا الملكية.

عملية سطو تهزّ المتحف العريق

هذا المجد العريق اهتزّ فجر الأحد التاسع عشر من أكتوبر 2025، عندما أقدمت عصابة محترفة على تنفيذ واحدة من أخطر عمليات السطو في تاريخ المتاحف. تسلل اللصوص إلى قاعة أبُولون متنكرين في زيّ عمال، وتمكنوا خلال دقائق من كسر خزائن العرض وسرقة عدد من القطع النادرة من مجوهرات العائلة الملكية.
من بين ما اختفى عقد مرصّع بالزمرد والماس أُهدي لزوجة نابليون، وبروش وتاج من مقتنيات الإمبراطورة أوجيني.
السلطات الفرنسية وصفت المسروقات بأنها “لا تُقدّر بثمن”، لما تمثله من قيمة فنية وتاريخية تتجاوز الجانب المادي.


ردود فعل غاضبة وإجراءات عاجلة

أحدثت السرقة صدمة هائلة في فرنسا والعالم، وأعادت النقاش حول أمن المتاحف وحماية التراث.
الرئيس إيمانويل ماكرون وصف الحادث بأنه “اعتداء على تراث نعتزّ به”، متعهداً باستعادة القطع مهما كلّف الأمر. 
أما وزيرة الثقافة رشيدة داتي فأعلنت بدء تحقيق موسع، وتشديد الإجراءات الأمنية في المتاحف الوطنية.

خسارة تمسّ الذاكرة الإنسانية

يرى مؤرخون أن ما فُقد من اللوفر ليس مجرد مجوهرات مرصّعة بالأحجار الكريمة، بل صفحات من التاريخ الفرنسي نفسه. 
إنها قطع تحكي قصص الحب والسياسة والسلطة في العصور الإمبراطورية، وجزء من ذاكرة أوروبا الفنية. 
وبينما تتواصل التحقيقات بالتعاون مع الإنتربول لتعقب المسروقات، يبقى الحادث جرس إنذارٍ مدوٍّ يذكّر العالم بأن التراث الإنساني، مهما بدا آمناً خلف الزجاج، يظلّ هشّاً أمام طمع البشر وسرعة الزمن

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق