يشهد فرع ثقافة أسيوط حراكاً ثقافياً متواصلاً ضمن فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وبالتنسيق مع وزارة الثقافة، حيث تتوالى الأنشطة الأدبية والفنية الهادفة إلى اكتشاف المواهب وصقل الإبداع في مختلف المجالات.
الاستلهام مقر الفنون الشعبية والعامية
استضاف قصر ثقافة أسيوط لقاءً أدبياً متميزاً بعنوان "الاستلهام مقر الفنون الشعبية والعامية"، ضمن نشاط نادي الأدب، بحضور نخبة من الأدباء والمبدعين، يتقدمهم جمال عبد الناصر مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي، وخالد خليل مدير فرع ثقافة أسيوط، إلى جانب عدد من رموز الأدب والفن بالمحافظة.
أدار الندوة الدكتور ثروت عكاشة رئيس نادي الأدب، مؤكداً في كلمته الافتتاحية أن اللقاء يأتي في إطار حرص النادي على فتح آفاق جديدة للحوار الأدبي والفكري، وتأكيد دور الإلهام في بناء التجربة الإبداعية لدى الأدباء والفنانين.
الدور الثقافي لأسيوط
أعرب مدير عام الإقليم جمال عبد الناصر عن سعادته بالمشاركة، مشيداً بإسهامات أدباء الصعيد في إثراء الحركة الثقافية المصرية، مؤكداً أن الاستلهام يمثل جوهر الإبداع، لأنه يجمع بين الفكر والتجربة الإنسانية في عمل فني يعبر عن المجتمع.
من جانبه، أكد خالد خليل مدير فرع ثقافة أسيوط أن مثل هذه اللقاءات تعكس الحراك الثقافي الحقيقي في المحافظة التي كانت وما زالت منارة للفكر والإبداع في الجنوب.
الإبداع بين التراث والمعاصرة
تحدثت الدكتورة أسماء عبد الرحمن، أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب، عن مفهوم الاستلهام بوصفه عملية وعي متكاملة بين الذات والواقع، موضحة أن المبدع الحقيقي لا يستنسخ ما مضى، بل يعيد صياغة المعنى من خلال رؤيته الخاصة.
وقدمت نماذج من الشعر العربي الحديث أبرزت كيف يتفاعل التراث مع المعاصرة داخل النصوص الأدبية.
أما الشاعر والمؤلف المسرحي درويش الأسيوطي، فتناول تجربته الطويلة مع التراث الشعبي والموروث الثقافي، مؤكداً أن الاستلهام ليس استدعاءً للماضي بقدر ما هو تفاعل حي مع الذاكرة والواقع لإنتاج عمل فني نابض بروح المجتمع.
كما أوضح المخرج المسرحي أسامة عبد الرؤوف أهمية الاستلهام في الإبداع المسرحي، مشيراً إلى أن المسرح هو فن الحياة، وأن المبدع المسرحي لا يكتفي بنقل الواقع، بل يعيد تشكيله برؤية إنسانية وفكرية تمنح العمل عمقاً وجمالاً.
مناقشة إبداع الشباب واستعراض المواهب الجديدة
اختُتم اللقاء بمناقشة مجموعة من النصوص الشعرية والإبداعية لعدد من الشعراء الشباب، بحضور نخبة من الأدباء والنقاد، من بينهم الدكتورة وئام عصام، الدكتورة منى العربي، نعيم الأسيوطي، رأفت عزمي، أيمن رجب طاهر، ومحمد كامل، إلى جانب الشعراء د. إيمان عيسى، محمد سعد توفيق، شادية حفظي، أحمد عبد الحميد، وحسن الإمام.
قوافل لاكتشاف المواهب في المدارس
وفي سياق متصل، نظم قصر ثقافة ديروط قافلة فنية لاكتشاف المواهب بمدرسة علي مبارك الإعدادية للبنات، ضمن بروتوكول التعاون بين الهيئة العامة لقصور الثقافة ووزارة التربية والتعليم.
شملت الفعاليات اختبارات في مجالات المسرح والإلقاء الشعري والعزف، بحضور مديرة المدرسة سهام عوني، ولجنة التحكيم التي ضمت الشاعر علي صديق وسحر سليمان موجهة التربية المسرحية بإدارة ديروط التعليمية.
وفي ختام اليوم، تم إعلان أسماء الطالبات الموهوبات تمهيداً لانضمامهن إلى قصر ثقافة ديروط لتلقي التدريب وصقل مهاراتهن الفنية، بما يسهم في إعداد جيل جديد من المبدعات القادرات على حمل راية الفن والثقافة في الصعيد.
0 تعليق