في أول خرق من نوعه منذ إعلان وقف إطلاق النار، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بعدما أعلن عن تعرض آلية هندسية لصاروخ مضاد للدروع أُطلق من داخل المدينة.
وقال الجيش إن الهجوم تمّ من منطقة مأهولة، مؤكدًا أن "الآلية كانت تعمل داخل منطقة الأمن"، في حين تتهم إسرائيل عناصر من حركة حماس بالمسؤولية عن العملية، وذلك وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.
رد إسرائيلي سريع وغارات مكثفة
عقب الحادث، قصفت مقاتلات إسرائيلية مواقع عدة في رفح قالت تل أبيب إنها تابعة لحركة حماس، فيما سُمع دوي انفجارات ضخمة وتحليق مكثف للطائرات الحربية في أجواء المدينة المكتظة بالسكان.
ووصف مسؤولون عسكريون الحادث بأنه "الخرق الأخطر للهدنة"، مؤكدين أنه يهدد بنسف جهود الوساطة الدولية.
تحذير أمريكي
قبل ساعات من الغارات، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا شديد اللهجة حذّرت فيه من "تقارير مؤكدة" حول نية حماس تنفيذ هجمات تنتهك وقف إطلاق النار.
وقالت الخارجية: «أي عمل عدائي سيُعد خرقًا مباشرًا للاتفاق وسيقوّض مسار السلام»، مؤكدة أن واشنطن ستتخذ إجراءات لحماية المدنيين وضمان استمرار التهدئة، ووصف مراقبون البيان بأنه التحذير الأمريكي الأشد منذ بدء الهدنة.
الهجوم على رفح فجّر خلافات حادة داخل المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، وشدد جدعون ساعر على ضرورة "التعامل بحزم مع خروقات حماس".
ويرى مراقبون أن هذا التحوّل في المواقف قد يُسرّع العودة إلى المواجهة العسكرية في حال تصاعدت العمليات جنوب القطاع.
قلق دولي وتوجس من انهيار التفاهمات
وفي ضوء التوتر المتصاعد، قررت الإدارة الأمريكية إرسال مبعوثين رفيعي المستوى، هما ستيف ويتكوف ونائب الرئيس جاي دي فانس، إلى إسرائيل في مهمة عاجلة لاحتواء الأزمة.
ووفق مصادر دبلوماسية، تهدف الزيارة إلى منع انهيار الهدنة وبلورة آلية رقابة ميدانية تضمن التزام الطرفين ببنود الاتفاق، وتأتي الخطوة وسط تزايد الخلاف بين واشنطن ونتنياهو بشأن إدارة المرحلة المقبلة في غزة.
التحركات الدبلوماسية المكثفة تأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث تسعى واشنطن وشركاؤها الدوليون إلى تثبيت الهدنة الهشة ومنع انزلاق الأوضاع إلى مواجهة جديدة.
وتشير مصادر سياسية إسرائيلية إلى أن الهدف الحقيقي للزيارة الأمريكية هو "منع اشتعال الميدان قبل التوصل إلى صيغة دائمة لإدارة الوضع في غزة"، وسط تصاعد الشكوك بين الجانبين حول نوايا كل طرف.
0 تعليق