في ختام بطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي، التي استضافتها مصر لأول مرة في تاريخ القارة الإفريقية، بالعاصمة الإدارية الجديدة، أعرب الدكتور حسام الدين مصطفى رئيس اللجنة البارالمبية المصرية، عن فخره بنجاح مصر الباهر في التنظيم والنتائج، مؤكدًا أن هذا النجاح ثمرة دعم القيادة السياسية برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبتوجيهات مباشرة من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة.
وخلال حواره مع "الدستور"، كشف رئيس اللجنة البارالمبية المصرية عن كواليس التنظيم، وأسرار النجاح، وتقييمه للنتائج، وخطة الإعداد القادمة لأولمبياد لوس أنجلوس 2028، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرًا جذريًا في النظام الفني والإداري لتطوير رياضة ذوي الهمم في مصر.

بداية.. كيف تقيّم نجاح مصر في تنظيم بطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية؟
الحمد لله، البطولة كانت على أعلى مستوى من التنظيم، ونجحنا في تقديم نسخة مشرفة لمصر والقارة الإفريقية، هذا النجاح يعود إلى الدعم الكبير من الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبتنسيق مباشر مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الذي لم يدخر جهدًا في دعم اللجنة البارالمبية المصرية. ما حدث هو إنجاز حقيقي على كل المستويات التنظيمية والفنية.
كيف جاءت رعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي للبطولة؟
تلقينا خطابًا رسميًا من رئيس الوزراء بالموافقة على رعاية البطولة بعد أن رفع الدكتور أشرف صبحي الطلب، وجاءت الاستجابة الفورية لتؤكد اهتمام الدولة الكامل بذوي الهمم. هذه الرعاية منحتنا دفعة معنوية هائلة وساهمت في نجاح الحدث على المستويين المحلي والعالمي.
ما تقييمك لنتائج المنتخب المصري في البطولة؟ وهل كنت راضيًا عنها؟
أبطالنا حققوا خمس ميداليات متنوعة في الفردي: ذهبيتان لمحمد المنياوي ورحاب رضوان، فضية لهادي عبد الهادي، وبرونزيتان لفاطمة محروس ومحمد صبحي، كما حصد فريق السيدات برونزية الفرق بعد أداء قوي ومشرف وفريق المختلط أيضا على برونزية. لكن بصراحة، لم نصل بعد إلى سقف طموحاتنا، فطموحنا أكبر، سنجعل من هذه البطولة محطة لإعادة التقييم استعدادًا للألعاب البارالمبية في لوس أنجلوس 2028.
البعض تسائل عن تراجع نتائج بعض الأبطال مثل صفاء النجار وشريف عثمان
صفاء النجار كانت تعاني من إصابة في الكتف ولم تتعافَ تمامًا بعد باريس، ولهذا لم تتمكن من حصد ميدالية، أما شريف عثمان فشارك رغم ظروف عائلية صعبة ومرض والده، ووجوده كان للمشاركة فقط ضمن خطة الإعداد، وما زال شريف يمتلك الحماس والطموح، وبإعداده الجيد سيعود بقوة للمنافسة في لوس أنجلوس.
ما المعايير التي تعتمدونها لاختيار لاعبي المنتخب الوطني؟
لدينا نظام واضح: الانضمام للمنتخب يكون لمن يحقق مركزًا ضمن الثمانية الأوائل على مستوى العالم. نحن نعمل فقط مع من يمتلك فرصة حقيقية لتحقيق ميدالية في الأولمبياد المقبلة. هدفنا أن يمثل مصر الأفضل فقط.
ماذا عن اللاعبين الناشئين؟ وهل هناك خطة طويلة المدى لإعدادهم؟
نعم، نعمل على إعداد جيل جديد لدورة بريسبان 2032. لدينا عناصر شابة واعدة، لكن التأهل في رياضة رفع الأثقال البارالمبي يحتاج نحو 8 سنوات من الإعداد. مثال محمد المنياوي الذي يمتلك موهبة استثنائية قلّلت فترة إعداده.
حدثنا عن فكرة “البطولة الخضراء” وتقييم الأثر البيئي؟
هذه كانت فكرة شخصية مني. حرصت على أن تكون البطولة الأولى في العالم التي تراعي المعايير البيئية وتقيس البصمة الكربونية، للحفاظ على البيئة ونشر الوعي. نريد أن تكون كل البطولات المقبلة في مصر صديقة للبيئة.
مَن صاحب فكرة التميمة والهدايا التذكارية الخاصة بالبطولة؟
المسؤول عن ذلك كان الأستاذ محمد يحيى، عضو مجلس إدارة اللجنة، وقدّم فكرة مميزة نالت إعجاب الجميع.
كانت هناك أزمة بشأن الميداليات.. ما تفاصيلها؟
نعم، بالفعل واجهتنا أزمة في بداية الأمر، حيث لم تكن بعض الميداليات التي تم تصنيعها مطابقة للمواصفات الدولية المعتمدة من اللجنة البارالمبية. لذلك قررنا الاستعانة بالاتحاد الدولي لتصنيع الميداليات وفقًا للمعايير المطلوبة، وتم الاتفاق على أن يتم الإنتاج مناصفة بيننا، بنسبة 40% من جانب اللجنة البارالمبية المصرية و60% من الاتحاد الدولي.
ورفضنا أي ميداليات غير مطابقة للمواصفات حفاظًا على الصورة المشرفة للبطولة، وتمت العملية بالكامل دون أي رسوم شحن أو جمارك، لتخرج البطولة في أفضل شكل تنظيمي ممكن، وهو ما نال إشادة كبيرة من جميع الوفود المشاركة.

هل ما زالت هناك انقسامات داخل مجلس إدارة اللجنة؟
إطلاقًا.. كل الخلافات انتهت، والكل توحد خلف هدف واحد: نجاح البطولة ورفع اسم مصر. أي عضو لا يعمل لا مكان له، لكن لا يوجد خلافات حاليًا، والقرارات تُتخذ بالأغلبية.
ما آخر تطورات مشروع المقر الجديد للجنة البارالمبية بالعاصمة الإدارية؟
حصلنا على موافقة مبدئية من الجهات المعنية، ونعمل بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة لمناقشة العرض النهائي. التكلفة التقديرية للمشروع نحو 500 مليون جنيه، بتمويل خارجي، ونتوقع الانتهاء خلال 3 سنوات قبل أولمبياد لوس أنجلوس 2028.
ما أحلامك وخططك لتطوير الرياضة البارالمبية المصرية؟
نحلم بأن يمارس كل شاب من ذوي الإعاقة الرياضة بحرية في كل المحافظات. بدأنا بالفعل بتطوير 12 مركز شباب من أصل 55 لتصبح مؤهلة لاستقبال ذوي الإعاقة. هدفنا تطبيق كود الإتاحة في كل المنشآت الرياضية، وأن تكون الرياضة وسيلة للدمج والتمكين.
هل هناك مراجعة للألعاب التي تراجعت نتائجها مثل السباحة وألعاب القوى؟
نعم، سنتعامل بوضوح. منحنا كل الاتحادات الفرصة الكاملة، ومن يثبت نجاحه سيستمر، ومن لا يحقق نتائج سنعيد تقييم النظام بالكامل. هدفنا تطوير الأداء وتحقيق الميداليات وليس مجرد المشاركة.
ماذا تقول لأبطال مصر بعد ختام البطولة؟
أقول لهم أنتم فخر مصر، وما قدمتموه بداية لطريق أكبر. أمامنا مرحلة إعداد طويلة، وسنقف على كل الإيجابيات والسلبيات. هدفنا أن نعود من لوس أنجلوس بميداليات تليق باسم مصر.
أخيرًا.. دكتور حسام.. ماذا تقول لمنتخب مصر لكرة الطائرة جلوس بعد تتويجه التاريخي بذهبية بطولة العالم في أمريكا؟
بصراحة، أنا فخور جدًا بأبطال منتخب مصر لكرة الطائرة جلوس، فهم رفعوا اسم مصر عاليًا بتتويجهم المستحق بذهبية بطولة العالم بعد الفوز على منتخب البرازيل بثلاثة أشواط مقابل شوط واحد في مدينة إنديانابوليس الأمريكية. هذا الإنجاز يعكس روح الإصرار والعزيمة التي يتمتع بها أبطالنا من ذوي الهمم، ويؤكد أن مصر تمتلك عناصر قادرة على المنافسة العالمية في كل الألعاب البارالمبية.
أهنئ اللاعبين والجهاز الفني والإداري، وأؤكد أن هذا الفوز هو امتداد لحالة التطور والتميز التي تعيشها الرياضة البارالمبية المصرية بدعم القيادة السياسية ووزارة الشباب والرياضة.
0 تعليق