ذكرت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الجمعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى إلى تحقيق اختراق دبلوماسي جديد من خلال التحضير لقمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد أيام قليلة من نجاحه في التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
الرئيس الأمريكي يطمح لترسيخ صورته كقائد قادر على إنهاء الصراعات العالمية
وأضافت الصحيفة في تقرير لها بعنوان "ترامب يخطط لقمة مع بوتين بشأن أوكرانيا مما يزيد من أهمية اجتماع زيلينسكي"، أن الرئيس الأمريكي الذي يطمح لترسيخ صورته كقائد قادر على إنهاء الصراعات العالمية، أعلن عن إحراز تقدم نحو عقد القمة في العاصمة المجرية بودابست، مؤكدًا أنه يسعى لإنهاء ما وصفه بـ"الحرب المشينة" بين روسيا وأوكرانيا.
ضغوط داخلية وتحركات دبلوماسية موازية
وأوضحت "واشنطن بوست" أن هذه التحركات تأتي في وقت يستعد فيه ترامب لاستقبال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن، في لقاء قد يحدد ملامح المرحلة المقبلة من الجهود الأمريكية لإنهاء النزاع.
وأشارت إلى أن "زيلينسكي" يطالب واشنطن بالحصول على صواريخ "توماهوك" لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، وهى خطوة يراها الكرملين ستكون استفزازًا خطيرًا، فيما يعتبرها بعض مستشاري ترامب وسيلة ضغط قد تُقنع موسكو بقبول اتفاق سلام.
ونوهت في السياق إلى تأكيد السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن اللقاء بين ترامب وبوتين سيُعقد قريبًا، وأن وزير الخارجية ماركو روبيو سيزور موسكو الأسبوع المقبل لوضع الأساس للمحادثات.
توازنات معقدة بين كييف وموسكو
وذكرت "واشنطن بوست" بأن ترامب واجه في السابق صعوبة في التوصل إلى اتفاق سلام بين كييف وموسكو، رغم وعوده خلال حملته الانتخابية بأنه قادر على إنهاء الحرب خلال "24 ساعة فقط".
ولا يزال الطرفان متمسكين بموقفيهما، في ظل غياب مكاسب إقليمية كبيرة لأي منهما، وتحول الحرب إلى نزاع استنزاف طويل تُستخدم فيه الطائرات بدون طيار على نطاق واسع.
وأضافت الصحيفة أن روسيا، التي غزت أوكرانيا في فبراير 2022، تسيطر حاليًا على نحو خمس الأراضي الأوكرانية، في وقت لم تُحرز فيه الجهود الدبلوماسية السابقة أي اختراق ملموس.
من غزة إلى أوكرانيا.. محاولة جديدة لاستعادة الدور الدولي
وترى "واشنطن بوست" أن نجاح ترامب في وقف إطلاق النار في غزة أعاد إليه الثقة في إمكانية تكرار التجربة في أوكرانيا.
وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي تباهى بتجنبه "اندلاع صراعات جديدة" خلال فترته السابقة، معتبرًا أن إنهاء الحرب الأوكرانية سيكون "إنجازًا دبلوماسيًا تاريخيًا" يعزز موقعه السياسي في الانتخابات المقبلة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوروبيين قولهم إن الصواريخ التي تطلبها كييف رمزية أكثر من كونها عملية، لكنها تُستخدم كورقة ضغط تفاوضي على موسكو.
ورغم ذلك، لوح ترامب وفق التقرير بإمكانية إرسال صواريخ توماهوك "كوسيلة لإقناع روسيا بوقف الحرب"، قائلًا للصحفيين على متن طائرة الرئاسة "هل يريدون أن تذهب صواريخ توماهوك في اتجاههم؟ لا أعتقد ذلك."
0 تعليق