ارتفاع النفط 1% بعد تعهّد الهند بوقف شراء الخام الروسي وتأهب الأسواق لبيانات المخزونات الأمريكية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مشهد جديد يعكس تداخل السياسة بالاقتصاد العالمي، استعادت أسواق النفط جزءًا من قوتها المفقودة بعدما كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الهند ستتوقف عن استيراد النفط الروسي، في خطوة وُصفت بأنها «ضربة موجعة» لإمدادات موسكو ومصدر دعم فوري للأسعار.

وهذه التصريحات، التي هزّت أروقة الطاقة العالمية، جاءت بعد أسابيع من التراجع المتواصل في أسعار الخام نتيجة مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي وتراكم فائض المعروض.

انتعاش محدود بعد موجة هبوط

شهدت تعاملات الخميس صعودًا لأسعار النفط بنسبة تقارب 1%، حيث ارتفع خام برنت إلى نحو 62.47 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 58.85 دولارًا، وسط ترقب المستثمرين لبيانات أمريكية قد تحدد الاتجاه القادم للأسواق.

واشنطن تضغط.. ونيودلهي تتحرك بحذر

كشف ترامب أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعهّد بوقف شراء الخام الروسي، مشيرًا إلى نية بلاده إقناع الصين بسلوك الطريق ذاته للضغط على موسكو.

ورغم أن الهند لم تؤكد رسميًا تلك التصريحات، فإن مصادر اقتصادية تحدثت عن استعداد بعض مصافي التكرير لتقليص وارداتها تدريجيًا من روسيا، بما يعكس تفاعلًا حذرًا مع التحركات الأمريكية.

تحالف غربي ضد النفط الروسي

التحرك الأمريكي لم يأتِ منفردًا؛ فقد أعلنت بريطانيا عقوبات جديدة طالت شركات روسية كبرى مثل روسنفت ولوك أويل، إلى جانب ناقلات تعمل ضمن ما يسمى بـ«الأسطول الظل»، في إطار حملة غربية تهدف لتقويض عائدات الطاقة الروسية.
وفي الوقت ذاته، طالبت واشنطن اليابان بوقف استيراد النفط الروسي، لتتضح ملامح حملة منسقة بين الحلفاء الغربيين تستهدف خفض عوائد موسكو من الطاقة.

عوامل اقتصادية تقاوم الصعود

ورغم الدعم السياسي، كشفت بيانات معهد البترول الأمريكي عن زيادة ضخمة في المخزونات بلغت 7.36 ملايين برميل من الخام خلال الأسبوع المنتهي في 10 أكتوبر، إلى جانب ارتفاع البنزين بنحو 3 ملايين برميل، ما أعاد المخاوف بشأن تخمة المعروض، وقيّد موجة الانتعاش المؤقتة.

توقعات حذرة للأسابيع المقبلة

يرى محللون أن التزام الهند فعليًا بوقف واردات النفط الروسي قد يشكل دعمًا محدودًا للأسعار، لكنه لن يغير المشهد العام الذي يطغى عليه ضعف الطلب العالمي وتوقعات الفائض خلال 2026.

ورغم المكاسب الحالية، تبقى الأسواق تحت ضغط التوازن الصعب بين السياسة والإنتاج والاستهلاك، ما يرجّح استمرار التقلبات الحادة خلال الفترة المقبلة.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق