مهددة بالغرق.. هل يُنقذ الركام غزة من أسوأ سيناريوهات التغير المناخي؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قبل أكثر من عامين، أعدّت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تقريرًا حول تداعيات التغير المناخي في الشرق الأوسط وخصوصًا قطاع غزة، محذرًا من أن منطقة شرق المتوسط ستشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة بمعدل 6 درجات مئوية حتى نهاية القرن، ما سيؤدي إلى ارتفاع مستوى البحر بنحو نصف متر، وفقًا لما نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

وبحسب التقرير، فإن هذا الارتفاع قد يؤدي إلى غرق أجزاء واسعة من مدينة غزة وتحويلها إلى ما يشبه "فينيسيا الشرق الأوسط"، مع تزايد تسرب مياه البحر المالحة إلى الخزان الجوفي الساحلي، المصدر الرئيسي للمياه العذبة في القطاع، وهو أمر بدأ فعليًا في بعض المناطق نتيجة الإفراط في الضخ.

كما يحذر الخبراء من أن ارتفاع منسوب البحر سيؤدي إلى غمر منطقة "المواصي"، التي تُعد أدنى نقطة في القطاع وأكبر مساحة زراعية فيه، ما يعني خسارة المورد الغذائي الرئيسي لسكان غزة. كما أن شبكات الصرف الصحي مهددة بالانهيار الكامل بسبب التغيرات في مستوى البحر.

أزمة بيئية غير مسبوقة

تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن الكارثة المناخية المحتملة قد تدفع بعشرات الآلاف من الفلسطينيين للنزوح نحو الحدود مع إسرائيل ومناطق الجنوب البعيدة عن البحر، وسط مخاوف من أزمة إنسانية وبيئية غير مسبوقة في المنطقة.

ويؤكد البروفيسور عوديد فوتشتر، خبير المناخ في المعهد التكنولوجي بهولون، أن أي عملية لإعادة إعمار غزة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار تأثير ارتفاع البحر وتغير المناخ، مشيرًا إلى أن تجاهل هذه المعطيات قد يجعل من مشاريع الإعمار قصيرة الأمد وعديمة الجدوى.

في الوقت الذي يحلم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتحويل غزة إلى "ريفييرا أمريكية"، ويصف وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أراضي القطاع بأنها "كنز عقاري"، يدرك المخططون أن الواقع أكثر تعقيدًا، فعمليات الإعمار ستتطلب حلولًا هندسية جذرية لتفادي غرق الأحياء الساحلية ومنع تآكل الأرض.

ويشير فوتشتر إلى أن البحر المتوسط شهد في السنوات الأخيرة ارتفاعًا في مستوى الأمواج وصل إلى عشرة أمتار، ما تسبب بأضرار في موانئ تل أبيب وأشدود ودفع السلطات إلى إقامة سواتر رملية ضخمة لحماية المدن الساحلية. 

ويضيف أن موجات الحرارة القياسية التي شهدتها السنوات الأخيرة تسرّع وتيرة ارتفاع درجة حرارة البحر وتزيد احتمالات الغمر البحري.

من بين الأفكار التي يجري دراستها، مقترح هندسي غير تقليدي يقوم على استخدام ركام المباني المدمرة في غزة لإنشاء حاجز بحري جديد يمتد غربًا في البحر، يشكل خط ساحل اصطناعيًا يرتفع فوق مستوى المياه المتوقع خلال العقود المقبلة.

ويرى مؤيدو الفكرة أن هذا المشروع قد يعوض جزئيًا عن الأراضي التي ستُفقد في المناطق الشرقية من القطاع المخصصة للمنطقة الأمنية العازلة، كما سيمنع غرق غزة في حال ارتفاع البحر.

ويستند المقترح إلى تجارب سابقة في المنطقة، مثل إعادة إعمار بيروت بعد الحرب الأهلية اللبنانية، حيث استخدمت السلطات هناك أنقاض المباني المدمرة لردم مساحات من البحر وإنشاء مناطق عمرانية جديدة. 

كما طبقت تجارب مشابهة في تل أبيب ويافا لبناء حدائق ومرافق عامة على أراضٍ ردمت بأنقاض البناء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق