كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عوائق وتحديات توزيع المساعدات الإنسانية في مدينة غزة رغم سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، إذ إّن الدمار الواسع واستمرار سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلية على بعض المناطق جعل الطرق المؤدية إلى المناطق الأكثر تضررًا من الجوع شبه غير صالحة للاستخدام.
وأوضحت الصحيفة أن منظمات الإغاثة، حتى في حال إعادة فتح معبر رفح، ستواجه صعوبات هائلة في إيصال الإمدادات إلى شمال القطاع، وخاصة مدينة غزة ومحيطها، وهي المناطق التي تعاني من أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي.
المنفذ الرئيسي في شمال غزة
وقال عمال إغاثة إن معبر زيكيم، وهو المنفذ الرئيسي إلى شمال غزة الذي دمرته الحرب المستمرة منذ عامين، مغلق منذ أسابيع، ولا توجد خطط فورية لإعادة فتحه، كما حذّروا من أن الشاحنات التي تتعطل أثناء الرحلات تكون عرضة للنهب فورًا بسبب الأوضاع الأمنية الهشة.
وأشارت كاتي كروسبي، مديرة السياسات في منظمة ميرسي كوربس، إلى أن أي فتح لمعابر غزة يُعتبر خطوة إيجابية، لكنها شددت على ضرورة ضمان وصول المساعدات إلى المدنيين في أماكنهم، مؤكدة أن غياب الوصول الكافي سيُبقي الوضع الإنساني في حالة جمود وربما يؤدي إلى مزيد من النزوح نحو مناطق تتوفر فيها المساعدات.
ووصف شهود حجم الدمار في الشمال بأنه هائل، إذ تحولت مدن كاملة مثل بيت لاهيا وبيت حانون إلى أنقاض، وعاد عشرات الآلاف من النازحين إلى مناطقهم المدمرة، حيث يعيش كثيرون بينهم وسط الركام دون مأوى أو مياه أو غذاء كافٍ.
من جانبها، قالت تيس إنغرام، المتحدثة باسم منظمة اليونيسف، إن الدمار في شمال غزة صادم، مضيفة أن المشهد يتكوّن من شارع بعد شارع، وبناء بعد بناء مهدّم، مع حالة يأس شديدة للحصول على الماء، مؤكدة الحاجة إلى فتح جميع المعابر فورًا.
أما أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، فأوضح أن الاحتياجات الإنسانية «ضخمة للغاية»، وأنه «رغم الأمل الذي يسود بين الناس بعد الهدنة، فإن التحسن الملموس على الأرض ما زال غائبًا». وأشار إلى أن «العديد من الشوارع لا تزال مليئة بالأنقاض، ولا يوجد منزل آمن تقريبًا، في ظل وجود ذخائر غير منفجرة ومخاطر في كل مكان».
وأفادت منظمات إنسانية بأن كميات محدودة من غاز الطهي والدقيق والأرز والخضروات الطازجة دخلت القطاع لأول مرة منذ سبعة أشهر، ما أدى إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية مؤقتًا في الأسواق.
وبحسب الخطة المكونة من 20 بندًا التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي يجري التفاوض حول مرحلتها الثانية، يُفترض أن تتلقى غزة «مساعدات كاملة» مماثلة لفترة الهدنة القصيرة في يناير، حينما دخل نحو 600 شاحنة يوميًا.
وأكدت مصادر بالأمم المتحدة أن لدى المنظمة مخزونًا من الأغذية يكفي سكان غزة لمدة ثلاثة أشهر، لكنه بانتظار السماح بالدخول. وأوضح أحد عمال الإغاثة: «لدينا الإمدادات والأدوات والمهارات، ما نحتاجه فقط هو الوصول».
وتنص خطة ترامب على أن توزع المساعدات عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر دون تدخل من أي طرف، في استبعاد واضح لـ«مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من إسرائيل، التي تسببت عملياتها السابقة في فوضى وسقوط مئات الضحايا.
وأكد مسؤولون ميدانيون أن بعض مراكز المؤسسة توقفت عن العمل أو يجري تفكيكها، في حين نفت المؤسسة ذلك وقالت إنها «ستواصل تقديم المساعدات مباشرة للعائلات المحتاجة مهما طال الوقت».
0 تعليق