استقر سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025، بعدما لامس المعدن النفيس عالميًا المستوى النفسي 4200 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه، وفقًا لتحليل فني صادر عن شركة "جولد بيليون". وارتفع الذهب بنسبة 54% منذ بداية العام، ما يعكس استمرار الزخم الصعودي القوي في الأسواق العالمية.
أسعار الذهب في السوق المحلية
سجل عيار 24 نحو 6446 جنيهًا للجرام، بينما بلغ عيار 21 الأكثر تداولًا 5640 جنيهًا، وجاء عيار 18 عند 4834 جنيهًا، فيما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 45120 جنيهًا. وتترقب الأسواق المصرية تطورات الأسعار العالمية، خاصة مع ارتباطها المباشر بحركة الدولار وسوق المعادن النفيسة عالميًا.
تصريحات ترامب تشعل الأسواق
عاد الذهب إلى الارتفاع بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يرى سببًا للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية كما كان مخططًا له، مشيرًا إلى احتمال فرض زيادة "هائلة" في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية.
هذه التصريحات أدت إلى انهيار في مؤشرات الأسهم الأميركية، إذ أغلق مؤشر S&P 500 منخفضًا بنسبة 2.7%، فيما تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 3.6%، ما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو الذهب كملاذ آمن.
الحرب التجارية تدعم الطلب على الذهب
تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين يهدد بإضعاف الدولار الأميركي، الأمر الذي يعزز من جاذبية الذهب الذي تربطه بالدولار علاقة عكسية. كما يزداد الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل المخاوف من تباطؤ النمو العالمي وارتفاع معدلات التضخم.
ضغوط اقتصادية أميركية إضافية
إلى جانب الحرب التجارية، يتابع المستثمرون عن كثب أزمة الإغلاق الحكومي المستمرة في الولايات المتحدة، والتي تزيد من حالة القلق في الأسواق وتدعم أسعار الذهب. كما تشير التوقعات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر المقبل، ما يضيف دعمًا إضافيًا للمعدن الأصفر.
توقعات الخبراء: صعود طويل المدى رغم التقلبات
يرى محللون أن الذهب قد يشهد بعض التراجع المؤقت على المدى القصير نتيجة عمليات جني الأرباح وسرعة الارتفاع في الأسابيع الأخيرة، لكن الاتجاه العام لا يزال صعوديًا.
ويتوقع خبراء أن يتراوح سعر الأونصة بين 4100 و4400 دولار خلال الربع الأخير من 2025، مع احتمالات قوية لاختبار مستوى 4500 دولار في النصف الأول من عام 2026، إذا استمرت التوترات الجيوسياسية والسياسات النقدية التوسعية.
كما أشار محللو "جولد بيليون" إلى أن الطلب من البنوك المركزية على الذهب، خاصة من الصين والهند وروسيا، سيبقى عاملاً داعمًا رئيسيًا للسوق، في ظل سعي تلك الدول لتقليل اعتمادها على الدولار الأميركي.
وأضاف الخبراء أن العوامل التضخمية العالمية، وضعف العائد الحقيقي على السندات، واستمرار التوترات في الشرق الأوسط وأوروبا، كلها تجعل الذهب خيارًا استراتيجيًا للتحوط خلال العامين المقبلين، مع توقعات بتحقيق مكاسب قد تتجاوز 70% بحلول عام 2027 إذا استمرت الظروف الحالية دون تغيرات جوهرية.
0 تعليق