أكد الكاتب الصحفي أحمد رفعت، أن مصر تواصل ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية محورية في مسارات السلام، موضحًا أن قمة شرم الشيخ تمثل ثالث مؤتمر دولي بهذا الحجم يتناول العدوان على غزة منذ السابع من أكتوبر.
وقال خلال لقاء ببرنامج "الصحافة"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، إن القاهرة نظمت قمة القاهرة للسلام في أكتوبر 2023، ومؤتمر الاستجابة الإنسانية لغزة، وشاركت في مناسبات أخرى بالتنسيق مع عواصم مختلفة، ما يعكس إصرارها على الحل الجذري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وليس فقط التعامل مع تداعياته.
وأضاف أن الرؤية المصرية التي يطرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي تقوم على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة باعتبارها الحل الوحيد لإنهاء الصراع، مشيرًا إلى أن نحو 160 دولة حول العالم باتت تعترف بالدولة الفلسطينية، وهو ما يعزز الموقف المصري الثابت في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في أرضه.
وأوضح أن مشاركة الرئيس السيسي إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القمة الأخيرة تؤكد الجهد الدبلوماسي المستمر الذي تبذله القاهرة، مشيرًا إلى أن مصر دفعت دومًا باتجاه ما بعد وقف القتال، أي نحو إعادة الإعمار وبناء المستقبل، وهو ما فعلته أيضًا في الملف السوري.
ولفت إلى أن مصر تمتلك خبرة ميدانية كبيرة في إعمار غزة، حيث أنجزت ثلاثة مشروعات إسكانية كبرى تحت اسم "دار مصر 1 و2 و3"، إلى جانب تطوير كورنيش غزة بطول 3.5 كيلومتر وعرض 40 مترًا، والذي بات يُعرف محليًا بـ"كورنيش مصر" تقديرًا لجهود القاهرة.
وأشار إلى أن حجم الدمار في القطاع يتجاوز كل التقديرات، إذ تشير تقارير الأمم المتحدة إلى وجود أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض، ومواد سامة ناتجة عن تدمير البنية التحتية، فضلًا عن تضرر ما يقرب من 580 مدرسة و400 ألف منزل، وهو ما يجعل عملية الإعمار تستغرق عقدًا أو أكثر وتحتاج تمويلًا قد يصل إلى 70 مليار دولار.
وتابع: "ما يجري في غزة يمثل "كارثة إنسانية وإنشائية" تتطلب تعاونًا دوليًا واسعًا، مشددًا على أن مصر تبقى الطرف الأكثر جاهزية لقيادة عملية الإعمار بما تمتلكه من خبرة هندسية وإرادة سياسية واستقرار داخلي، ومعداتنا جاهزة على الحدود".
0 تعليق