أعلنت إسرائيل، اليوم الخميس، مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة وأحد أبرز العقول المدبرة لهجوم 7 أكتوبر 2023، الذي استهدف جنوب إسرائيل وأسفر عن خسائر كبيرة. وتعتبر هذه العملية واحدة من أكبر الاغتيالات التي تستهدف قيادات الحركة منذ سنوات، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر والتحديات لحركة حماس على المستوى السياسي والعسكري.
يحيى السنوار: القائد العسكري والسياسي لحماس
السنوار، المولود في خان يونس عام 1962، انخرط في صفوف حماس منذ تأسيسها عام 1987 وكان من أوائل القيادات التي ساهمت في تشكيل جناحها العسكري، كتائب عز الدين القسام. سُجن لمدة تزيد عن 20 عامًا في السجون الإسرائيلية قبل أن يتم الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 2011. منذ توليه قيادة المكتب السياسي في غزة، لعب دورًا محوريًا في إعادة بناء البنية العسكرية لحماس وتطوير استراتيجية المواجهة مع إسرائيل.
تصعيد مستمر: تداعيات اغتيال السنوار
يأتي مقتل السنوار في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق. يتوقع مراقبون أن يؤدي هذا الاغتيال إلى تعقيد الوضع الأمني، لا سيما في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية والردود المكثفة من حماس. وقد يؤدي اغتيال شخصية بحجم السنوار إلى تصعيد العنف في الأيام المقبلة، خاصة أن حماس قد تلجأ إلى الرد بشكل أكبر لتعويض الخسارة الكبيرة التي تعرضت لها على المستوى القيادي.
القيادة المتبقية لحماس: من هم أبرز الأسماء؟
رغم مقتل السنوار، لا تزال هناك شخصيات بارزة في صفوف الحركة تتمتع بنفوذ كبير على المستويات السياسية والعسكرية. ومن بين هؤلاء:
محمد السنوار: شقيق يحيى السنوار وأحد قادة كتائب القسام، يلعب دورًا محوريًا في عمليات الحركة لكنه نادر الظهور الإعلامي. يُعرف بقدرته على تجنب الاغتيال رغم تعرضه لمحاولات متكررة من قبل إسرائيل.
خليل الحية: نائب السنوار وعضو بارز في المكتب السياسي، تولى في الفترة الأخيرة قيادة محادثات غير مباشرة مع إسرائيل، مما يعكس نفوذه في القرارات السياسية للحركة.
خالد مشعل: الزعيم السابق لحماس الذي يقيم حاليًا في قطر، يتمتع بخبرة سياسية طويلة في إدارة الأزمات، وقد يكون له دور في إعادة ترتيب قيادة الحركة خلال المرحلة المقبلة.
موسى أبو مرزوق: من الأعضاء المؤسسين لحماس، يقود حاليًا مكتب العلاقات الدولية، ولعب دورًا مهمًا في فصل العمليات العسكرية عن التنظيم السياسي للحركة في الخارج.
المشهد الأمني بعد اغتيال السنوار
اغتيال السنوار يُعد جزءًا من استراتيجية إسرائيلية أوسع تستهدف تقليص قدرات حماس وتحييد قياداتها الرئيسية. وقد تزامنت هذه العملية مع ضربات جوية مكثفة على جنوب لبنان وقطاع غزة، ما يرفع من احتمال نشوب مواجهة إقليمية تشمل جبهات متعددة، بما فيها لبنان حيث تنشط قوات حزب الله. كما تسلط هذه العمليات الضوء على التحديات التي تواجهها حماس في الحفاظ على وحدة القيادة وتنسيق عملياتها بعد خسارة شخصيات محورية
احتمالات التصعيد وتأثيره على التهدئة الإقليمية
رغم الجهود الدبلوماسية المستمرة التي تقودها أطراف إقليمية مثل مصر وقطر، يُتوقع أن يؤدي مقتل السنوار إلى عرقلة هذه المساعي وإطالة أمد النزاع. تشير التقديرات إلى أن الحركة قد تسعى إلى تنفيذ عمليات انتقامية واسعة لرفع معنويات عناصرها وإظهار قدرتها على الصمود أمام الضربات الإسرائيلية. من ناحية أخرى، قد يؤدي هذا التصعيد إلى توسيع دائرة النزاع ليشمل مناطق أخرى، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
مستقبل القيادة في حماس وتحديات المرحلة المقبلة
تواجه حركة حماس تحديًا كبيرًا في ملء الفراغ القيادي الذي تركه اغتيال يحيى السنوار، خاصة مع تصاعد الضغط العسكري الإسرائيلي. ورغم وجود قيادات بارزة، إلا أن قدرة الحركة على التكيف مع هذه التحديات ستحدد مستقبلها على الساحة الفلسطينية والإقليمية. ستظل الأنظار موجهة نحو غزة في الأيام المقبلة، وسط ترقب لما ستؤول إليه الأوضاع في ظل التصعيد المستمر