أدانت الأمم المتحدة بأشد العبارات الاستهداف المتكرر والمتعمد للمدنيين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، وذلك بعد موجة جديدة من الهجمات بطائرات مسيرة شنتها قوات الدعم السريع، حسب ما أفادت به تقارير أممية.
وذكرت منظمة اليونيسف أن الهجمات التي وقعت يومي الجمعة والسبت استهدفت موقعًا يأوي نازحين في حي الدرجة الأولى، وأسفرت عن مقتل 57 مدنيًا على الأقل، بينهم 17 طفلًا، من بينهم رضيع لا يتجاوز عمره سبعة أيام، ما يعكس حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة في المدينة المحاصرة.
استهداف المستشفيات وتزايد الانتهاكات في دارفور
وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، إن الهجوم الأخير يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات التي شنتها قوات الدعم السريع في الأيام الماضية، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات، مشيرًا إلى أن من بين المواقع المستهدفة المستشفى السعودي، وهو آخر مرفق طبي رئيسي ما زال يعمل في الفاشر.
وأضاف أن تقارير ميدانية تشير إلى سقوط ضحايا مدنيين في منطقة الكومة شرق الفاشر، الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، موضحًا أن خمسة من العاملين في المجال الإنساني قُتلوا في يونيو الماضي خلال هجوم على قافلة مساعدات كانت متجهة إلى الفاشر.
دعوات لوقف فوري للهجمات وحماية المدنيين
من جانبها، شددت دينيس براون، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، على ضرورة وقف فوري للهجمات ضد المدنيين والمرافق الحيوية، مؤكدة أن المستشفيات والملاجئ لا يجوز استهدافها بأي حال.
وطالبت بإجراء تحقيقات دولية نزيهة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات التي تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وأكدت الأمم المتحدة استمرار التزامها بدعم المدنيين المتضررين في الفاشر وجميع مناطق السودان رغم الصعوبات الأمنية، لكنها شددت على أن نجاح الجهود الإنسانية يتطلب ضمان وصول المساعدات بأمان ودون عوائق.
الوضع الإنساني في السودان بين التحذيرات والجهود الدولية
تشير التقارير الأممية إلى أن الأوضاع في دارفور والسودان عمومًا تتدهور بسرعة مع تصاعد العنف ونقص الغذاء والدواء، ما يهدد حياة الملايين. وتؤكد الأمم المتحدة أن الحل يكمن في وقف إطلاق النار الشامل وبدء حوار سياسي جاد لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عام.
وتظل مدينة الفاشر رمزًا للأزمة الإنسانية في السودان، حيث تتقاطع المأساة الإنسانية مع الحاجة الملحة إلى تحرك دولي عاجل لوقف نزيف الدم وحماية المدنيين.
0 تعليق