قالت الدكتورة تمارا حداد، المحللة السياسية الفلسطينية، إن قمة شرم الشيخ للسلام، تمثل حدثًا هامًا ومفصليًا في مسار القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها، مشيرة إلى أنها تؤسس لمرحلة سياسية جديدة في قطاع غزة والشرق الأوسط.

تعزيز السلام

وأضافت "حداد"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القمة جاء تحت مظلة السلام بهدف تعزيز أسس السلام الحقيقي وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، لافتة إلى أن مشاركة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية تُعد ضمانًا حقيقيًا لوقف الحرب.

ولفتت إلى أنه عندما أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى أن الحرب انتهت، فهذا يعني أن هناك تحولًا جوهريًا في الموقف الدولي، متسدركة:'نعم الحرب انتهت، لكن المشكلة تكمن في أن نتنياهو قد يخرق هذه الهدنة".

وأوضحت أن نجاح المرحلة الأولى من الاتفاق يُعد خطوة مهمة تمهد لانتقال العملية السياسية إلى مراحل أخرى، منوهة بأن المراحل المقبلة ستكون أكثر تعقيدًا، خاصة ما يتعلق بـ نزع سلاح حركة حماس وتفكيك قدراتها العسكرية، لكنها أعربت عن ثقتها في أن مصر قادرة على إيجاد حلول سياسية لهذا الملف.

وتابعت "آن الأوان لإيجاد حلول سياسية شاملة للقضية الفلسطينية، تبدأ من صياغة "اليوم التالي"، وهو أمر حيوي لترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، وتمكين الفلسطينيين من إدارة قطاع غزة، حتى لو كان ذلك في إطار شراكة عربية ودولية، من خلال مجلس تأسيسي للسلام يضمن وجودًا فلسطينيًا فاعلًا في إدارة الداخل.

وشددت على أن وجود السلطة الفلسطينية داخل قطاع غزة أمر ضروري لتعزيز الوحدة الجغرافية والسياسية بين الضفة الغربية والقطاع، تمهيدًا لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأوضحت أن قمة شرم الشيخ تحمل في جوهرها فكرة إيجابية ونتائج مبشرة، لكنها بحاجة إلى آليات تنفيذ واضحة، تتطلب وحدة الموقف الأوروبي والعربي، بما يضمن إيجاد حلول سياسية حقيقية لحماية القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني.

وأكدت أهمية مرحلة إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب، باعتبارها عنصرًا أساسيًا في تثبيت الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة، وتهيئة الظروف المناسبة للانطلاق نحو تجسيد حل الدولتين وتعزيز قيام الدولة الفلسطينية.