قال النائب محمد السيد ثابت، عضو مجلس الشيوخ، إن توقيع الوثيقة الشاملة لوقف الحرب في غزة خلال قمة شرم الشيخ للسلام بمشاركة قادة مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا وعدد من الدول، يعكس تحولًا نوعيًا في إدارة الأزمات الإقليمية، ويؤكد أن القاهرة استعادت دورها التاريخي كصاحبة المبادرة وصانعة الحلول في أكثر الملفات تعقيدًا في الشرق الأوسط.
وأوضح، ثابت، في بيان له، أن المحادثات الثنائية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب جاءت لتضع أسسًا جديدة للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، ليس فقط في إطار الأزمة الحالية، بل في صياغة رؤية مشتركة لتحقيق سلام مستدام في المنطقة.
وأشار إلى أن ما دار خلال اللقاء بين الزعيمين عكس تفاهمًا عميقًا حول طبيعة الصراع في غزة، وضرورة أن يقوم أي اتفاق على ضمانات واقعية تحفظ الأمن وتؤمن الحقوق الفلسطينية في آنٍ واحد، بعيدًا عن منطق التهدئة المؤقتة الذي أثبت فشله.
وأضاف ثابت، أن لغة الاحترام والتقدير المتبادلة بين الرئيسين عكست إدراكًا أمريكيًا متناميًا لأهمية الدور المصري، ولقناعة راسخة بأن الاستقرار الإقليمي لا يمكن تحقيقه دون شراكة حقيقية مع القاهرة، مشيرًا إلى أن هذا التحول في الإدراك الدولي هو في حد ذاته نجاح سياسي كبير للدبلوماسية المصرية التي باتت المرجع الأول في أي مسار تفاوضي بالمنطقة.
وأكد أن قمة شرم الشيخ للسلام مثّلت نقلة من مرحلة إدارة الأزمات إلى مرحلة بناء الحلول، وأن وثيقة إنهاء الحرب في غزة تعد بمثابة تتويج لجهود متصلة بذلتها مصر خلال الأشهر الماضية لوقف نزيف الدم، وإعادة الأمل للشعب الفلسطيني، وتعبيد الطريق أمام عملية إعادة الإعمار.
وشدد على أن ما تحقق في شرم الشيخ لم يكن فقط انتصارًا دبلوماسيًا، بل شهادة دولية على صدق الرؤية المصرية التي جمعت بين الثبات على المبادئ والقدرة على تحقيق نتائج ملموسة، مضيفًا أن مصر ستواصل دورها في تثبيت وقف إطلاق النار ومتابعة تنفيذ بنود الاتفاق، حتى يتحول السلام في غزة إلى واقع دائم ينعكس استقرارًا على المنطقة بأسرها.
0 تعليق