قال الدكتور صلاح عبدالعاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، إن قمة شرم الشيخ حملت تفويضًا فعليًا من القوى الكبرى بما في ذلك الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، بالإضافة إلى الدول العربية والإقليمية، خاصة مصر وقطر وتركيا، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحويله إلى اتفاق سياسي ملزم.
نقطة انطلاق نحو مسار سياسي جديد
وأوضح "عبدالعاطي"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الاتفاق يمكن أن يكون بمثابة نقطة انطلاق نحو مسار سياسي جديد، يساهم في إنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
ولفت إلى أن المشاركة في القمة يجب أن تتجاوز التصريحات الداعمة الإنسانية والدبلوماسية دون تقديم آليات واضحة للتنفيذ.
وأضاف أنه “إذا اقتصرت القمة على البيانات الرمزية دون أن تكون هناك خطوات عملية ملموسة، فإنها ستبقى مجرد محطة دبلوماسية أخرى دون معالجة جوهرية للمشكلة الأساسية، وهى الاحتلال الإسرائيلي المستمر في الأراضي الفلسطينية”.
ولفت إلى أن التحدي الأبرز هو أن الاحتلال الإسرائيلي لا يُبدي أي استعداد للدخول في تسوية سياسية حقيقية، بل تواصل سياسة فرض الأمر الواقع والتطهير العرقي في غزة والضفة الغربية.
ونوه بأن أي مسار سلام لا يمكن أن يكون قابلًا للحياة ما لم يمارس ضغط فعلي - سياسي واقتصادي- على إسرائيل لإلزامها بوقف الحرب ورفع الحصار، بالإضافة إلى الاعتراف الكامل بالحقوق الفلسطينية.
وأشار إلى أن نجاح القمة يتوقف بشكل كبير على إذا ما كانت ستنتج موقفًا عربيًا موحدًا يدعم رؤية فلسطينية واضحة، بعيدًا عن الانقسام الداخلي الفلسطيني.
الوضع الداخلي فى فلسطين
وفي تعليقه على الوضع الداخلي الفلسطيني، توقع "عبدالعاطي" أن تدعو مصر القوى الفلسطينية لتوحيد مواقفها في إطار إعادة رسم المعادلة السياسية بشكل يفتح الباب أمام مؤتمر دولي للإعمار تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أنه إذا استمرت الخلافات الداخلية الفلسطينية، بالإضافة إلى غياب العدالة في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، فإن نتائج القمة ستبقى محصورة في إطار 'إدارة الأزمة' وليس 'حلها'."
ولفت إلى أن قمة شرم الشيخ قد تكون نقطة تحول حقيقية القضية الفلسطينية إذا صاحبها تحرك دولي قانوني ملزم، وخطة تنفيذية واضحة تضمن تثبيت وقف الإبادة ورفع الحصار بشكل فوري.
وشدد على ضرورة بدء مسار جاد لإعادة الإعمار تحت إشراف دولي، بالإضافة إلى إطلاق مسار سياسي حقيقي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، أما في حالة غياب هذه الخطوات العملية، فإن القمة، رغم أهميتها الرمزية، ستظل مجرد خطوة دبلوماسية دون أثر استراتيجي حقيقي على الأرض.
0 تعليق