أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الجهود المصرية كانت حاسمة في إنجاح المفاوضات وتحقيق انفراجة حقيقية نحو السلام.
وقال ترامب خلال كلمته في قمة شرم الشيخ للسلام: "الأمور تسير على ما يرام، وتم الإفراج عن الأسرى، وسنوقع اتفاقية وقف إطلاق النار قريبًا في شرم الشيخ."
وأكد أن هذا الاتفاق يمثل خطوة مهمة نحو إنهاء الصراع في المنطقة، مضيفًا أن العمل مستمر لتحديد جثث الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، مشيدًا في الوقت نفسه بجهود أمير دولة قطر في دعم الوساطة.
ترامب: السيسي عظيم ورائع وقوي
وفي تصريحات تعكس تقديره لدور القاهرة، قال الرئيس الأمريكي السابق: "ما كنا لنصل إلى هذا السلام لولا الرئيس المصري السيسي، فهو زعيم قوي، وعظيم، ورائع."
وأضاف أن الرئيس المصري أظهر قيادة حكيمة وقدرة على جمع الأطراف المتنازعة حول طاولة الحوار، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تقدر الدور المصري في تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
العلاقات المصرية الأمريكية ودور القاهرة في إحلال السلام
تُعد العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية من الركائز الأساسية للاستقرار في المنطقة، إذ تمتد لأكثر من أربعة عقود من التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي.
ومنذ اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، لعبت مصر دورًا محوريًا في الوساطة بين الأطراف المتنازعة، سواء في القضية الفلسطينية أو في أزمات غزة وليبيا والسودان، مما جعلها شريكًا لا غنى عنه في الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق السلام.
شرم الشيخ.. منصة دائمة للسلام
تأتي قمة شرم الشيخ للسلام استمرارًا لدور مصر التاريخي في دعم الحلول الدبلوماسية والحوار بين الشعوب.
يرى مراقبون ومحللون أن إشادة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالرئيس عبد الفتاح السيسي، لا تأتي في سياق مجاملة سياسية عابرة، بل تعكس إدراكًا دوليًا متزايدًا للدور المحوري الذي باتت تلعبه القاهرة في إعادة تشكيل خريطة التوازنات السياسية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط.
ففي ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، تبرز مصر كقوة إقليمية تمتلك من الأدوات السياسية والدبلوماسية ما يؤهلها للقيام بدور الوسيط النزيه والفاعل في العديد من القضايا الإقليمية المعقدة، سواء ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أو الأزمات الممتدة في ليبيا والسودان وسوريا.
ويشير مراقبون إلى أن الإشادات الدولية بالرئيس السيسي، ومن ضمنها تصريحات ترامب، تؤكد على ترسيخ مكانة مصر كـ"بوابة للسلام والاستقرار" في الشرق الأوسط، انطلاقًا من سياستها الخارجية المتوازنة، ومواقفها الثابتة الداعمة للحلول السلمية والحفاظ على وحدة وسيادة الدول، إلى جانب دورها الحيوي في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي.
ولا يُنظر إلى هذا التقدير الدولي بمعزل عن الجهود الداخلية التي تبذلها الدولة المصرية لتعزيز استقرارها السياسي والاقتصادي، وهو ما يمنح القاهرة ثقلًا مضاعفًا في علاقاتها الخارجية، ويجعل منها فاعلًا رئيسيًا في صياغة التوازنات الجديدة في الشرق الأوسط خلال السنوات القادمة.
0 تعليق