من هو أوجينيو مونتالي الفائز بنوبل؟.. إليكم نظرة على أعماله

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بمناسبة ذكرى ميلاده..

في مثل هذا اليوم وتحديدا 12 أكتوبر لعام 1896 وُلد الشاعر والكاتب أوجينيو مونتالي بمدينة جنوة الإيطالية، ويُعد أحد أبرز رموز الشعر الإيطالي في القرن العشرين، وحاز جائزة نوبل في الأدب عام 1975 تقديرا لمجمل إبداعه الذي جمع بين العمق الفلسفي والثراء الفني.

أوجينيو مونتالي.. من عالم الموسيقى إلى ساحة الأدب

بدأ مونتالي حياته الفنية مغنيا أوبراليا، إذ تلقى تدريبا موسيقيا في شبابه، غير أن اندلاع الحرب العالمية الأولى حال دون استكمال دراسته، حيث تم تجنيده خلال الحرب، وبعد انتهائها، عاد لفترة إلى دراساته الموسيقية، قبل أن يجذبه الأدب ليصبح شغفه الأكبر.

وأسهم في تأسيس المجلة الأدبية "برّيمو تيمبو" عام 1922، وعمل لاحقا في مجالات النشر والترجمة والتحرير الأدبي، كما تولى إدارة مكتبة جابينييتو فيوسّو في فلورنسا بين عامي 1929 و1938، ثم أصبح بعد الحرب العالمية الثانية محررا أدبيا وموسيقيا في صحيفة "كوريري ديلا سيرا" المرموقة في ميلانو.

أوجينيو مونتالي.. شاعر القلق والرمز

وأصدر أوجينيو مونتالي أول ديوان شعري له بعنوان "عظام الحبار" (Ossi di seppia) عام 1925، عبّر فيه عن مرارة ما بعد الحرب ورؤيته القلقة للعالم، مستخدما رموز الطبيعة الساحلية القاحلة للتعبير عن الإحباط والضياع، على نحوٍ يُذكّر بقصيدة "الأرض الخراب" لتوماس إليوت.

وتوالت أعماله الشعرية في العقود التالية، من أبرزها: "بيت موظف الجمارك وقصائد أخرى" (1932)، "الفرص" (1939)، و"نهاية الأرض" (1943)، ثم جاءت مرحلة النضج الشعري في ديوان "العاصفة وغيرها" (1956)، حيث اتسمت قصائده بقدر أكبر من الدفء الإنساني والوضوح التعبيري، كما كتب مجموعات أخرى مثل "ساتورا" (1962) و"زينيا" (1966)، التي خصّصها لذكرى زوجته الراحلة.

أوجينيو مونتالي.. بين الرمزية والوضوح

في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، عُد أوجينيو مونتالي من شعراء المدرسة الهرمسية، إلى جانب جوزيبي أونجاريتي وسلفاتوري كوازيمودو، حيث تأثر بالرمزيين الفرنسيين مثل مالارميه ورامبو وفاليري، غير أنّه في مراحله اللاحقة اتجه إلى لغة أكثر صفاءً ومباشرة، من دون أن يتخلى عن العمق الدلالي والتأمل الفلسفي الذي ميّز تجربته.

أوجينيو مونتالي.. مترجمٌ ومثقف عالمي

ترجم أوجينيو مونتالي إلى الإيطالية أعمالا لعدد من كبار الأدباء العالميين، من بينهم شكسبير وت. س. إليوت وجيرارد مانلي هوبكنز في الشعر، وهرمان ملفيل ويوجين أونيل في النثر، كما نشر مقالات وقصصا قصيرة جمعت لاحقا في كتابه "فراشة دينار" (1956).

وخلال مسيرته؛ نال مونتالي عددا كبيرا من الجوائز الأدبية، وبقي اسمه رمزا لشاعر استطاع أن يحوّل القلق الإنساني إلى موسيقى لغوية خالدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق