محمد الرز: سقوط نظرية "السلام تحت النار".. ومصر أفشلت مشروع تهجير الفلسطينيين

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال المحلل السياسي اللبناني محمد الرز، إن المنطقة العربية تشهد اليوم تحولات كبرى فرضت نفسها على المشهد الإقليمي وأعادت رسم ملامح المشاريع المعدّة للشرق الأوسط، مؤكدًا أن أبرز هذه التحولات هو سقوط نظرية "السلام تحت النار" التي تبنتها الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي.

وأوضح "الرز" في تصريحات لـ"الدستور"، أن هذه النظرية التي قامت على فرض الهدنة أو السلام عبر الاستسلام والإكراه قد سقطت تمامًا، مشيرًا إلى أن لغة التفاوض والتفاهم أصبحت السبيل الوحيد لوقف الحروب.

فشل مشروع التهجير.. ودور مصر الحاسم

وأضاف "الرز" أن التحول الثاني يتمثل في استحالة تهجير أصحاب الأرض، حتى وإن كان الثمن مئات آلاف الضحايا، وقال إن إسرائيل، وبدعم أمريكي مفتوح، حاولت تنفيذ خطة تهجير للفلسطينيين في قطاع غزة عبر مذابح وحروب إبادة "تندى لها جبين الإنسانية"، مضيفًا أن تل أبيب ضغطت على مصر والأردن وكندا وأستراليا ودول أوروبية، كما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السعودية إلى استقبال الفلسطينيين، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل.

وأكد "الرز" أن مصر، ولها وحدها، كانت صاحبة الدور الأول والأكبر في إفشال مشروع التهجير، سواء في مساره العسكري أو الإنساني أو الدبلوماسي.

تبدل المزاج الغربي لصالح فلسطين

وأشار المحلل اللبناني إلى أن التحول الثالث تمثل في تغيّر اتجاهات الرأي العام الغربي، الذي بدأ يميل لصالح القضية الفلسطينية وضد الرواية الإسرائيلية "المزيفة للحقائق"، ولفت إلى أن هذا التحول تُوّج باعتراف 165 دولة بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، معتبرًا ذلك "صفعة قوية لنتنياهو".

وقال "الرز" إن هذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة الدور الدبلوماسي المصري البارز الذي استطاع أن يستقطب العالم إلى جانب الحق العربي والفلسطيني.

ترامب يسعى لإنقاذ إسرائيل من العزلة

وأضاف "الرز" أن مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة جاءت بهدف إنقاذ إسرائيل من العزلة الدولية التي تواجهها، مشيرًا إلى أن ترامب اعترف بذلك علنًا.

ورأى أن مفاوضات غزة ستشهد مراحل طويلة ومعقدة، وقد تتخللها خروقات إسرائيلية متعددة تحت ذرائع مختلفة.

لبنان والمواجهة المقبلة

وحول الوضع في لبنان، تساءل "الرز": "ماذا عن لبنان؟"، مشيرًا إلى أن نتنياهو يربط مستقبله السياسي باستمرار الحروب، وقد أعدّ العدة لمواجهة إيران واستهداف حزب الله، الحليف الأساسي لطهران.

وأوضح أن نتنياهو لمح أكثر من مرة إلى أن "المعركة لن تتوقف في غزة"، وأنه يسعى لتوسيعها إلى جبهات أخرى في المنطقة، وهو ما ظهر في تصعيد الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان خلال الأسابيع الأخيرة.

سلام أمريكي أم تصعيد إسرائيلي؟

ولفت "الرز" إلى أن الرئيس ترامب كرر خلال أسبوع واحد ثلاث مرات أن إيران ستكون جزءًا من عملية السلام في المنطقة، متسائلًا ما إذا كنا سنشهد افتراقًا استراتيجيًا بين مشروع السلام الأمريكي ومشروع التوسع الإسرائيلي.

وتابع متسائلًا: "هل سنرى انتخابات إسرائيلية مبكرة تطيح بنتنياهو وتأتي بمن يكون أكثر طاعة للبيت الأبيض؟"، معتبرًا أن طريقة تعامل إسرائيل مع لبنان في المرحلة المقبلة ستكشف الإجابة.

وأكد "الرز" أن الولايات المتحدة تقف اليوم أمام مفترق حاسم: فإما أن تواصل مناوراتها ضد إيران وتمنح إسرائيل الضوء الأخضر لتصفية حزب الله، أو أن تسعى فعليًا لإرساء السلام في الشرق الأوسط بما يعني لجم تل أبيب عن استمرار عدوانها على الأراضي اللبنانية.

تحذير لبناني

وختم "الرز" بالإشارة إلى تعقيب الرئيس اللبناني جوزف عون على استمرار الغارات الإسرائيلية، والذي حذر من أن تكون هذه الغارات "تعويضًا عن غزة"، مؤكدًا أن "صوت المدافع سكت في غزة، لكن صوت الموت لم ولن يسكت".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق