من أمام معبر رفح البري، شهد فجر اليوم حركة غير مسبوقة لشاحنات المساعدات الإنسانية القادمة من الأراضي المصرية في اتجاه قطاع غزة، وذلك في إطار الجهود المصرية المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته الإنسانية.
شاحنات لوجستية ودخول مرتقب عبر معبري كرم أبو سالم والعوجة
وأكد شهاب مبارك، مراسل قناة النيل للأخبار، أن التحركات بدأت منذ الخامسة فجراً، حيث عبرت أكثر من 400 ألف شاحنة خلال الساعات الأولى، حاملةً على متنها مواد غذائية، وطبية، ولوجستية، ومستلزمات للإيواء، تم تخصيصها لسكان القطاع الأكثر تضرراً من الأزمة الراهنة.
أولوية للمساعدات الغذائية والطبية ومستلزمات الإيواء
وأوضح المراسل أن الأولوية في دخول الشاحنات كانت للمستلزمات الغذائية الحيوية مثل الدقيق والمواد التموينية الأساسية، إلى جانب المستلزمات الطبية العاجلة الموجهة للمستشفيات الفلسطينية التي تواجه ضغطاً كبيراً، إضافة إلى الخيام والبطاطين وأدوات الإيواء اللازمة للنازحين داخل القطاع.
وأشار إلى أن عدد الشاحنات التي وصلت اليوم إلى 400 شاحنة، ومن المقرر أن يرتفع العدد تدريجيًا ليصل إلى 600 شاحنة خلال الساعات المقبلة، تنفيذًا للاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بين الجهات المصرية والدولية المعنية.
50 شاحنة مواد بترولية لدعم احتياجات سكان غزة
وأشار المراسل إلى أن من بين القوافل الإنسانية اليوم نحو 50 شاحنة تحمل مواد بترولية متنوعة تشمل السولار والغاز والبنزين، وهي مخصصة لدعم احتياجات الأهالي داخل القطاع وتمكينهم من الطهي وتشغيل المولدات الكهربائية في ظل النقص الحاد في الوقود.
كما شاركت في القوافل عدد من شاحنات الهلال الأحمر المصري، التي تولت نقل المساعدات العاجلة والإشراف على تنظيم دخولها وتوزيعها داخل القطاع بالتعاون مع الجهات الفلسطينية المعنية.
شاحنات لوجستية ودخول مرتقب عبر معبري كرم أبو سالم والعوجة
وأوضح مبارك أن هناك شاحنات لوجستية مصرية إضافية تحمل تجهيزات فنية ومعدات دعم لتسهيل عمل فرق الإغاثة داخل القطاع.
وأضاف أن هذه الشاحنات تنتظر دخولها من خلال معبري كرم أبو سالم والعوجة، وذلك بالتنسيق الكامل بين السلطات المصرية والجهات الدولية لضمان سرعة وصول الإمدادات الإنسانية إلى مستحقيها.
وأكد المراسل أن 90% من إجمالي المساعدات والشحنات التي دخلت قطاع غزة جاءت من الأراضي المصرية، في تأكيد جديد على الريادة المصرية في قيادة العمل الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني.
وصول مرتقب لبعثة المراقبة الأوروبية
وفي سياق متصل، كشف المراسل أن معبر رفح يستعد لاستقبال بعثة المراقبة الأوروبية القادمة من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، والتي ستباشر مهامها من الجانب الفلسطيني للمعبر خلال الساعات المقبلة، في إطار التنسيق الدولي لإدارة دخول المساعدات وضمان سلاسة الإجراءات الميدانية.
مصر.. شريان الإنسانية ودعامة الاستقرار في القضية الفلسطينية
تؤكد هذه التحركات المكثفة مرة أخرى الدور المصري المحوري في دعم القضية الفلسطينية، ليس فقط من خلال المفاوضات السياسية ووقف إطلاق النار، بل أيضًا عبر التحرك الميداني الإنساني السريع والمنظم.
فمنذ بداية الأزمة، فتحت مصر معبر رفح ليكون المنفذ الوحيد لشريان الحياة نحو غزة، وأسهمت في إدخال آلاف الأطنان من المساعدات الطبية والغذائية والوقود، مقدمة نموذجًا إنسانيًا راقيًا يعكس ثوابت القاهرة تجاه القضية الفلسطينية ومساندتها للشعب الفلسطيني في كل المراحل.
واختتم المراسل تقريره مؤكدًا أن مصر ستظل قلب العروبة النابض، والدرع الإنسانية والسياسية الحقيقية للشعب الفلسطيني، تسعى دائمًا لمد يد العون، وترسيخ السلام، وإعادة الأمل في مستقبل آمن وكريم لأبناء غزة.
0 تعليق