أستاذ نظم السياسية: مصر تسعى لاستثمار الزخم الحالى لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، في ظل التعقيدات المتصاعدة للأزمة الفلسطينية – الإسرائيلية، تعمل مصر اليوم على صياغة لحظة سياسية فارقة تتجاوز حدود وقف إطلاق النار لتؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار الإقليمي. 

وأضاف "أبو لحية"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القاهرة، التي كانت ولا تزال محور الجهود الدبلوماسية في الشرق الأوسط، لا ترى في اتفاق وقف إطلاق النار المنتظر سوى بوابة نحو مسار سياسي شامل يعيد الاعتبار للحقوق الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية، وفي مقدمتها قرارات الأمم المتحدة ومبدأ حل الدولتين.

ولفت "أبو لحية" إلى أن الدبلوماسية المصرية تسير بخطى محسوبة، مدركة أن أي هدنة مؤقتة دون أفق سياسي ستكون مجرد استراحة قصيرة قبل جولة جديدة من العنف، لذلك، تعمل القاهرة على أن يكون اتفاق شرم الشيخ ليس مجرد وثيقة لوقف إطلاق النار، بل إعلان نوايا سياسية يمهد لانخراط الأطراف في مفاوضات جادة تستهدف معالجة جذور الصراع لا أعراضه فقط.

وتابع "أبو لحية": "من هنا يأتي حرص مصر على أن يخرج الاجتماع بمخرجات ذات بعد استراتيجي، تؤكد أن وقف إطلاق النار ليس نهاية المطاف، بل بداية لمسار سياسي عادل ومستدام".

ويتوقع أن يشهد اجتماع شرم الشيخ حضورًا واسعًا من أطراف دولية وإقليمية، في مقدمتها الأمم المتحدة، الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الأطراف العربية الفاعلة. 

وأوضح أن هذا الحضور يعكس الزخم الدولي المحيط بالجهد المصري، ويؤكد إدراك المجتمع الدولي لدور القاهرة كضامن للتوازن والاستقرار.

مصر تسعى لاستثمار الزخم الحالي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة

وتسعى مصر إلى استثمار هذا الزخم في تثبيت رؤيتها القائمة على أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا باستعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح أن الرسالة التي تسعى القاهرة لإيصالها واضحة: لن يكون وقف إطلاق النار مجرد بروتوكول سياسي أو تهدئة مؤقتة، فمصر تدرك أن الأمن الإقليمي لا يتحقق إلا بمعالجة الأسباب البنيوية للصراع، وأن استمرار الانسداد السياسي سيعيد المنطقة إلى مربع العنف. 

ومن هذا المنطلق، تعمل على بناء تفاهمات عملية تضمن عدم تكرار الانفجار مستقبلًا، وتفتح الباب أمام ترتيبات أمنية واقتصادية وإنسانية تهيئ الأرضية لسلام مستدام.

وأكد "أبو لحية" أن ما تقوم به القاهرة اليوم هو إعادة تعريف دورها الإقليمي كصانع للتوازن لا كوسيط فقط، فهي تدرك أن التاريخ يمنحها مسؤولية استثنائية في الحفاظ على استقرار المنطقة، وأن تحقيق هدنة دائمة دون حل سياسي شامل سيظل إنجازًا ناقصًا.

وأوضح أن اتفاق شرم الشيخ المرتقب، إذا ما تحقق وفق الرؤية المصرية، قد يشكل نقطة تحول في مسار الصراع، إذ سيعيد وضع القضية الفلسطينية في إطارها السياسي الصحيح، ويمنح المنطقة فرصة نادرة للتوجه نحو سلام عادل وشامل يضمن الحقوق ويوقف دوامة الحروب المتكررة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق