غزة بين هدنة هشة وانفجار وشيك مخاوف من إعادة إطلاق النار بعد تصريحات إسرائيل وحماس

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الأحد 12/أكتوبر/2025 - 01:30 م 10/12/2025 1:30:54 PM

يبدو أن قطاع غزة يقف مجددا على حافة الاشتعال بعدما توالت التصريحات النارية من طرفي الصراع لتعيد إلى الأذهان مشاهد الدمار والمعاناة التي لم تندمل بعد.. فبينما خرجت حماس لتعلن نشر سبعة آلاف من عناصرها داخل القطاع تحت شعار إعادة ضبط الأمن في خطوة تحمل أبعادا أمنية وسياسية خطيرة.. بدوره أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بدء الاستعداد لعملية تدمير الأنفاق فور إتمام صفقة تبادل الأسرى.
الهدنة على صفيح ساخن والهدوء النسبي الذي شهده القطاع في الأيام الأخيرة لم يكن سوى هدوء مؤقت يسبق العاصفة. فالتصريحات الإسرائيلية الأخيرة توحي بأن تل أبيب لم تنه حربها بعد ضد حماس بل فقط أجلتها بانتظار ظروف ميدانية ودولية أكثر ملاءمة. عملية تدمير الأنفاق التي يتحدث عنها وزير الدفاع ليست إجراءا تكتيكيا فحسب بل تمهيد لمرحلة عسكرية جديدة قد تعيد القطاع إلى نقطة الصفر.
في المقابل إعلان حماس عن نشر آلاف من رجالها في الشوارع يعكس حالة من القلق الداخلي ومحاولة لفرض السيطرة الأمنية ومنع أي انفلات أو احتجاجات خاصة في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وتنامي الغضب الشعبي من نتائج الحرب السابقة التي خلفت دمارا هائلا وبنية تحتية منهارة.
إسرائيل تعتبر الأنفاق التي تمتد تحت غزة الخطر الاستراتيجي الأكبر ليس فقط لأنها ممرات تسليح ونقل بل لأنها تمثل رمزا لاستمرار قدرة حماس على الصمود والمناورة رغم الحصار. 
لذلك فإن عملية تدميرها ليست مجرد مطلب عسكري سينزع اسلحه حماس الخفيفه والثقيله بل هدف سياسي يسعى إلى إضعاف نفوذ الحركة وتجريدها من أحد أهم مصادر قوتها.
لكن تنفيذ مثل هذه العملية داخل قطاع يقطنه أكثر من مليوني نسمة يعني ببساطة فتح جولة جديدة من الدمار.. لا يمكن لأي طرف التنبؤ بمداها أو نتائجها خاصة في ظل احتقان شعبي متصاعد في الأراضي الفلسطينية كلها.
من جانبها تسعى حماس عبر استعراضها الأمني إلى إرسال رسالة مزدوجة: أولًا أنها ما زالت قادرة على الإمساك بزمام الأمور داخل غزة وثانيا أنها لن تسمح بانفلات أمني قد تستغله إسرائيل كذريعة للعودة إلى التصعيد. 
هذه التحركات تثير في المقابل تساؤلات حول مدى استعداد الحركة لتحمل تكلفة مواجهة جديدة في وقت تعاني فيه من فقدان الحاضنة الشعبية وضغوط عربية ودولية متزايدة.
تراقب القاهرة هذه التطورات بقلق بالغ خاصة أنها كانت الراعي الأساسي لوقف إطلاق النار ولجهود التهدئة الأخيرة.. أي انهيار جديد للهدنة سيعني عودة مصر إلى مربع الوساطة المعقدة في وقت تفضل فيه القيادة المصرية التركيز على إعادة إعمار القطاع وتحقيق استقرار نسبي في الحدود. 
لهذا تتحرك الدبلوماسية المصرية في سرعه وصمت لتفادي أي خطوة ميدانية قد تفجر الموقف.
المشهد في غزة اليوم لا يبعث على الاطمئنان.. فبين أنفاق تهدد بتفجير الأرض من تحتها وحركةٍ تعيد نشر رجالها فوقها.. يقف أكثر من مليوني إنسان على حافة المأساة مجددا. 
إن إعادة إطلاق النار ليست احتمالا بعيدا بقدر ما هو نتيجة منطقية لمسار سياسي وعسكري لم يتغير منذ سنوات فلا حل جذري ولا رؤية شاملة بل مجرد هدنة معلقة بخيط رفيع من الحسابات المتبادلة.
ويبقى السؤال الذي يتردد في الشارع العربي والمصري على السواء.. هل تعود غزة لتدفع الثمن مرة أخرى؟ أم أن هناك فرصة أخيرة لتغليب صوت السياسة على دوي المدافع؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق