مع اقتراب العد التنازلي لانطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب، تكثر الأمنيات وتتبلور الاقتراحات في محاولة لصياغة تصور أكثر شمولا لمعرض يليق بتاريخ مصر الثقافي، ويستجيب لتحديات الفترة الحالية بما تحمله من تحديات.
معرض القاهرة الدولي للكتاب هم تظاهرة ثقافية تشهدها مصر
وفي هذا الصدد قال الكاتب الروائي أحمد قرني، في تصريحات لـ"الدستور": معرض القاهرة الدولي للكتاب هو رحلة داخل كل كاتب ومثقف مصري نعيش معها منذ سنوات.
وقد مر بمراحل كثيرة من النجاح والتطوير حتى وصل إلى الثبات والتراجع لسنوات ويحتاج إلى آليات جديدة لتطويره وإعادته ليكون أهم معرض دولي للكتاب في الشرق الأوسط ونحتاج إلى نسخة جديدة تقدمها وزارة الثقافة المصرية لأنه من حيث عدد الزوار تقريبا يفوق معظم المعارض الدولية في المنطقة وهو ما يدعونا للتفكير بجدية في الاستفادة المثلى من أهم تظاهرة ثقافية تشهدها مصر.
وتابع: "تأتي أهمية المعرض في كونه سوق كبير لعرض الكتب وللتواصل بين المنتج مباشرة وهم الناشرون وبين المستهدفين وهم القراء دون وسيط للبيع ربما يحصل على النصيب الأكبر من ربح بيع الكتب ثانيا هو همزة توصل بين الناشرين وسوق للتعاقدات الكبيرة في الوطن العربي والعالم، كما أنه يجب ألا يصبح مجرد سوق لبيع الكتب ليكون فاعلية ثقافية هي الأضخم والأكبر من خلال سلسلة من الندوات والمحاضرات ليست تقليدية كما عهدنا في الدورات السابقة.
استضافة أدباء لهم تجارب مغايرة ليتحدثوا عنها
واستدرك “قرني”: لكن دعونا نقفز للأمام تستطيع إدارة المعرض استضافة الكتاب والأدباء الذين لهم تجارب مغايرة ليتحدثوا عن تجاربهم الإبداعية التي شقت طريقها للعالمية أو حتى على مستوى الوطن العربي. لنخلق مساحة بين القاريء والكاتب بل الكاتب وباقي الكتاب عندما يرون التجربة أمامه.
وأقترح مثلا أن يتحول جناح الطفل في معرض القاهرة الدولي للكتاب ليس لسوق لعرض كتب الأطفال فقط بل عرض نماذج ابتكارية كما رأيت في بعض المعارض حينما يدخل الطفل إلى حجرة الكترونية ليتحاور مع السندباد وعلاء الدين أو شخصية أدبية معروفة عبر تقنيات الشات جي بي تي أو رؤية الأطفال لعالم الفضاء والأجرام السماوية في مشهد القبة السماوية أو ورش حكي وكتابة مع الأطفال من كتاب لديهم الكفاءة لصنع ورش كتابة حقيقية تمكن الطفل من إنتاج قصة بنفسه يتم طباعتها في الحال ويوضع عليها اسمه كمؤلف ليبقى أثرها في نفسه طوال عمره عن قيمة الكتابة وقيمة المعرض ولأصدقائه
نقل مباشر لفعاليات المعرض
وتابع: لماذا لا تكون هناك صفحة رسمية تنقل مباشرة كل فعاليات المعرض؟، لماذا لا يكون هناك جناح لعرض تقنيات رقمية لإنتاج الكتاب حول العالم وترويجه والاستفادة من التجارب العالمية ونقل تلك التجارب لدور النشر من خلال تعريفهم بتلك التجارب الرقمية وخاصة أن الكتاب الرقمي هو السوق القادمة بقوة وذلك لدعم دور النشر وتوعيتها، أيضا نحتاج إلى منصة دعاية كبيرة تستخدمها دور النشر للدعاية لبعض الإصدرات المهمة لديهم ليتعرف عليها القارئ أو الناشر الأجنبي وهذه الخدمة ستكون بمقابل.
شاشة عظيمة في ساحة المعرض البهو الكبير للعرض سواء ليمكن الجمهور من التعرف على أماكن دور النشر أو التعريف بإصدارتها وتكون مترجمة للغة أجنبية..وللتعريف أيضا بأنشطة المعرض وأماكنها ومواعيدها.
الدفع بوجوه جديدة من شباب الكتاب
لنتخلى بعض الشيء عن الأسماء المكرورة التي لم يعد لديها جديد تقدمه سوى اعتياد وجودها في المعرض بل نحتاج إلى أسماء أخرى لها تجاربها وتستطيع مخاطبة الشباب بلغة مختلفة.
غرفة في أحد الأجنحة تقدم كل عام أرشيف أحد التجارب الصحفية الكبيرة مثل الأهرام أو الأخبار أو الجرائد الكبيرة للجمهور من خلال تقديم أرشيف تلك الجرائد للأحداث الكبري في التاريخ المصري على شاشات عرض كبيرة وأرشيف المجلات المهمة أيضا.
نحتاج أن تكون للمعرض رسالة واضحة وخاصة أنه معرض القاهرة وينطلق من مصر ولتكن رسالته التي تكتب بلغات عديدة على بوابات المعرض" مصر خطوة الإنسان الأولى نحو الكتابة والمعرفة وبناء الحضارة.
0 تعليق