ريحان: الاحتلال الإسرائيلي زوّر التاريخ.. وحفائر الخروبة تؤكد الوجود المصري في سيناء

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة، إن الحفائر غير الشرعية التي قامت بها سلطة الاحتلال الإسرائيلي بتل الخروبة بواسطة بعثة جامعة بن جوريون برئاسة أليعاذر أورين في الفترة من 1979 وحتى 1982، أقام الإسرائيليون خلالها بمنطقة الخروبة بشمال سيناء وأطلقوا عليها اسم (موشاف هاروفيت)، وتعني مستوطنة زراعية، في محاولة لتهويدها.

ولفت إلى أن الإسرائيليين أثناء فترة الاحتلال تعمدوا تهويد الآثار المصرية، إلا أنه قد تم محو اللوحات العبرية بمشاركة الدكتور محمد عبد المقصود، مدير عام آثار شمال سيناء الأسبق وأمين عام المجلس الأعلى للآثار الأسبق، والتي كانت سلطات الاحتلال قد وضعتها على المواقع الأثرية بجنوب سيناء مثل وادي فيران ووادي المغارة وسرابيط الخادم ووادي النصب. وقد أغفلت هذه اللوحات الأسماء العربية لتلك المواقع الأثرية في سيناء، إمعانًا في تهويد آثارها.

وأضاف ريحان في تصريحاته لـ«الدستور» أن هذه الحفائر كشفت عن مجمع هام لمواقع تعود لعصر الدولة الحديثة، وقد تم التركيز في الحفائر على موقعين يمثلان العمارة الحربية المصرية على طريق حورس الحربي، وكذلك نموذج لمبانٍ من الحياة المدنية.

أما الموقع الثاني في مجمع الخروبة فيُلقي الضوء على الإدارة المصرية في شمال سيناء، في موقع من مواقع طريق حورس، يبعد 400 متر شمال القلعة، وقريبًا من خط الساحل وسط الكثبان الرملية الساحلية.

 الحفائر غير الشرعية 


كما تم الكشف عن ورش فخار تعود إلى الدولة الحديثة في النهاية الشرقية للموقع، ما ساعد على فهم تقنية صناعة الفخار في تلك الفترة في شمال سيناء وفي مصر عمومًا. أما الجزء الشمالي للحَيّ الصناعي فكان مشغولًا بمجموعة من المعسكرات التي يُرجح أنها كانت مخصصة لتخزين الطينة المستخدمة في صناعة الفخار.

وعُثر كذلك على مكتشفات من بقايا الفخار والخزف والزجاج المصنوعة من طين الدلتا أو طينة ذات مكونات كلسية (عالية الجير)، إضافة إلى أوانٍ تمثل الطابع المصري في صناعة الفخار. ويُعد فخار «الخروبة» ذا أسلوب مصري صرف، كما كُشف بالموقع عن صومعة من الفخار تحمل خرطوشًا كبيرًا باسم الملك سيتي الثاني، إلى جانب بقايا أوانٍ فخارية نُقش عليها خرطوش الملك سيتي الثاني. ووجود هذه الأواني يوضح بجلاء الطابع الإداري في شمال سيناء وجنوب فلسطين، ويدل على تواجد الإدارة والسيادة المصرية على تلك المناطق خلال عصر الدولة الحديثة.

وقد بُنيت قلعة خروبة على مسطح من كتلة رمال سوداء تبلغ نحو ثلاثة آلاف متر مربع تقريبًا، تتوسط الرمال الداكنة، ويغطي البناء الفعلي للقلعة مساحة تُقدَّر بنحو 2500 متر مربع، مربعة الشكل، طول ضلعها 50 مترًا. يقع مدخلها في الجهة الشرقية من السور الشرقي للقلعة، ويبلغ سُمك الأسوار أربعة أمتار، وهي مبنية بالطوب اللبن المصنوع من الطفلة الرملية المحلية. وفي الركن الشمالي الشرقي من القلعة يوجد كتف ضخم يُرجّح أنه قاعدة لبرج مراقبة.

وتشبه القلعة الأبنية المحلية في مصر خلال عصر الدولة الحديثة، أما المدخل الوحيد لها فهو عبارة عن بوابة يبلغ طولها 13 مترًا وعرضها 12 مترًا، تفتح في الحائط الشرقي للقلعة، ويبلغ طول ممر المدخل 16 مترًا وعرضه 3.70 متر، وقد أُنشئ ليسمح بمرور العربات الحربية. أما الكتفان البارزان اللذان يحيطان بالمدخل فيُكوِّنان مع البوابة وحدة دفاعية قوية تبلغ مقاساتها 13 مترًا طولًا و8 أمتار عرضًا.

ويُشار إلى أن تل الخروبة يُعد أحد التلال الأثرية الهامة التي تقع على الطريق الحربي القديم الواصل بين مصر وفلسطين، والذي يبدأ عند منطقة طريق حورس (تلال حبوة) بالقنطرة شرق حتى مدينة رفح. وتقع الخروبة على طول الطريق بين رفح والعريش، على بعد حوالي 30 كم غرب رفح، و15 كم غرب الشيخ زويد، و16 كم شمال شرق العريش.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق